“الوظيفة بين الماضي والحاضر” التحفيز ؟!



بقلم / فوزي محمد الاحمدي

لقد وصلني إستبيان من أحد الزملاء يدور حول قياس مدى إرتباط الموظف بالجهة التي يعمل بها , بيئة العمل , رضا الموظف ؟! أعتقد إن أهم مشكلة تواجه أي مسؤول هي ان تجده غارقا في (المثاليات) ! كما هو الحال مع البرامج والدورات التدريبية وكتب تطوير الذات التي تبيع الوهم للجميع وبدون إستثناء ! والسبب بسيط وهو إختلاف ظروف الزمان والمكان والقوانين والاقتصاد والسياسة والتطور العلمي والتقني . في الماضي كانت الوظيفة تشد إليها الرحال من بعيد , ويبذل في سبيل الحصول عليها الغالي والنفيس . وكانت تشكل العالم (المحور) الذي يدور حوله الموظف . وكانت آنذاك ثقافة (التمديد) هي السائدة , وكان الكثير من الموظفين يودون لو أن يلتحقوا بفريق الأشبال من جديد (العودة) !! لم تكن هناك ما يسمى ثقافة السفر ولا ثورة المعلومات أو حتى الفضائيات , فما بالك في (الجوال) سارق الزمان والمكان ؟! , ونحن نتأمل في الأعداد الكبيرة من الموظفين الذين تقاعدوا مبكرا وبمحض إرادتهم او الموظفين الذين لديهم نية للتقاعد أو الذين سوف يتم إحالتهم الى التقاعد من خلال سن الكثير من القوانين التي تقنن ذلك , سوف نكتشف أن لدينا مشاكل كثيرة ومعقدة تتعلق بالبيئة والرضا الوظيفي متمثلة بالخوف من المستقبل (القلق) . يمسي الموظف على قوانين ويصبح على أخرى تلغي ما سبق ! تجد فيها الموظف آخر من يعلم ناهيك عن كونه في موضع (المفعول به) وأيضا (المجرور) ! عند إصدارها لم يستشره أحد بل لم يتم إعارته أي إهتمام !! في الحالة هذه لا تأتي وتحدثني عن التحفيز والتشجيع (المثاليات) فهي مجرد صرخة في واد ! أعتقد أن التحفيز يأتي عندما يكون للموظف صوت مسموع يمثله (النقابات) , تستطيع ان تدافع عن حقوقه وتوفر له عنصر (الأمان) الوظيفي الذي بات يفتقر إليه .