معرض”العلا أعجوبة المملكة” في باريس عاصمة الثقافة الفرانكفونية



سيشهد بمشيئة الله يوم الأربعاء القادم على مستوى العالم واحدة من القفزات الثقافية الحضارية للعلا الواقعة(شمال غرب السعودية).

وذلك عندما يفتح معرض(العلا أعجوبة المملكة) بباريس عاصمة الثقافة الفرانكفونية أبوابه للزوار بعد الافتتاح الرسمي الذي يسبق يوم الأربعاء بيومين(أي يوم الإثنين).

ولعل هذا المعرض،وبهذا العنوان المرموق،وفي عاصمة عالمية من عواصم الحضارة والثقافة والفنون كباريس سيكون درة من درر تاج التعاون بين المملكة وفرنسا في شأن من شؤون العلا عاصمة التاريخ والآثار والحضارة في المملكة العربية السعودية وبالتالي الجزيرة العربية.

خاصة بعد حزمة كبيرة من التعاونات والاتفاقيات الاستراتيجية التي تم توقيعها على مدار العامين الماضيين بين المملكة ممثلة في الهيئة الملكية لمحافظة العلا وفرنسا برعاية سمو ولي العهد والرئيس الفرنسي وأسفرت عن إنشاء إدارة فرنسية خاصة معنية بتطوير العلا كواجهة سياحية حضارية عالمية وبالتالي كان لفرنسا نصيبا وافرا من توجه الحكومة السعودية في استثمار إمكانياتها وعلومها وفنونها المختلفة التي تعود بالمنفعة المستدامة على العلا ومجتمع العلا الركيزة الهامة في العملية البنائية التنموية الشاملة لحاضر ومستقبل العلا ومن ذلك الاتفاقية السعودية الفرنسية المشتركة المتوقع مدتها 10 سنوات قابلة للتجديد لإنشاء متحفين عالميين في العلا على غرار متحف اللوفر الفرنسي.ومركز أبحاث تاريخي عالمي وتغطية مجالات علم الآثار والعروض الثقافية والبنى التحتية .

ومن ذلك أيضا تدريب أكثر من 150 سعوديا وسعودية في مجالات السياحة والفندقة من خلال البعثات الطويلة والقصيرة المتنوعة الاختصاصات التي سيرى زوار العلا بواكير مخرجاتها في موسم مهرجان شتاء طنطورة لهذا العام الذي سينطلق في 19 ديسمبر الجاري وتستمر فعالياته الأسبوعية لثلاثة أشهر متواصلة.

وعلى هذا بالتأكيد سيجيء معرض(العلا أعجوبة المملكة)الذي ستحتصنه فرنسا ويكون متاحا لعامة الزوار الأربعاء القادم منسجما مع الخط العريض للتعاون السعودي الفرنسي في شأن العلا كعاصمة و(أمثولة)للتاريخ والآثار والحضارة بما حوته من كنوز أثرية ومعالم تاريخية تمددت عبر 5 حضارات قديمة لأزمنة سادت ثم بادت وبقي الأثر الفني المدهش شاهدا عصريا على توفيق الخالق للمخلوق ليبدع كل هذا الإبداع الفني العظيم الذي أعجز حتى الساعة كل وسائل العصر التقنية الحديثة عن محاكاته وتجريب تدوير إنجاز مثيل له وخاصة البيوت البديعة المنحوتة في جبال مدائن صالح بالعلا.

وفي سياق متصل بمعرض (العلا أعجوبة المملكة)السياسي عن الحزب الاشتراكي الفرنسي الشهير جاك لانج مدير المعهد العربي وزير التعليم والثقافة الأسبق ورئيس البلدية المولود في 1939 المتخرج من معهد الدراسات السياسية بباريس وجامعة لورين عام 1961 والحاصل على وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط ووسام منع الإساءة للحيوانات الذي عمل في جامعة غرب باريس نانتير لاديفوس وصاحب المؤلف الذائع الصيت(حالة المسرح) عقد مؤتمرا صحفيا ترويجيا بمناسبة احتصان فرنسا معرض (العلا أعجوبة المملكة)قال فيه لوسائل الإعلام:

إن المعرض يهدف إلى التعريف بالعلا وماتحتضنه من ثراء ثقافي أثري وجمال طبيعة فريد.وسيتيح المعرض للزوار بالشراكة مع المملكة اكتشاف جمال العلا والتنوع الطبيعي الذي تحظى به.وكذلك معرفة تاريخها والحضارات التي شهدتها على مدى7000سنة من خلال الأعمال الفنية والتماثيل واللوحات.
كما أشاد لانغ بدور الهيئة الملكية لمحافظة العلا والديناميكية التي يتعاملون بها في سبيل التعريف بالعلا إلى كل العالم.معبرا عن اعتزازه بأن يكون المعهد العربي الحاضنة التي من خلالها تخرج روائع الآثار من العلا،مشيرا إلى التخطيط القائم للعمل على جولات للمعرض على عواصم عربية وعالمية من بينها مدينة سان بطرسبرغ الروسية الشهبرة بمتحفها(إيرميتاج).

وأضاف لانغ في هذا الصدد:المعرض الذي خصصه المعهد عام2014لقطار الشرق السريع(Orient Express)سيتم إعادته من جديد ليحط رحاله في العلا تذكيرا وتخليدا لدرب تجارة البخور والتوابل في الزمن القديم حيث كانت العلا محطة له.

هذا ومن المتوقع حضور سمو الأمير بدر بن عبدالله الفرحان آل سعود وزير الثقافة محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا الافتتاح الرسمي للمعرض مساء الإثنين وكذلك فتح أبوابه للجمهور يوم الأربعاء.

وسيشهد المعرض طرقا تقنية عديدة للعرض من بينها السينوغرافيا لعرض القطع الصغيرة جدا من المقتنيات وكذلك عرض التماثيل الكبيرة.

وفي ذات السياق يذكر بأن إدارة المعرض سبق وأن أوكلت لهذا الغرض المصور الفرنسي المعروف يان أرتوث بيرتراند الذي أقام في العلا لفترات طويلة لتصوير ونقل الصور و(الفيديوهات) باستخدام تقنيات متطورة عالية الجودة وذلك كي(يعيش العلا) الزائر للمعرض ويستمتع بأجواء العلا سينوغرافيا،ويتسنى له التجوال من الداخل بهذه العروض الفنية المتقدمة.

الأمر الذي ربما يعيدنا بالذاكرة لأكثر من قرن من الزمان حيث كان للثقافة الفرانكفونية النهمة للاستكشاف أن امتدت إلى العلا من خلال الرحلات الاستشراقية لسافيناك وجوسين على سبيل المثال.إذ ماتزال المكتبات البصرية غنية بصورهما وتدويناتهما عن العلا،وهما من أهم المستشرقين الذين وثقوا العلا بالكلمة والصورة ومنهما تعرف الدارسون على الملامح البيئية والاجتماعية والعمرانية للعلا.

كما أن للعلا أكثر من حضور سابق في فرنسا خلال العقود الأخيرة من خلال الأسابيع الثقافية المشتركة،ومعرض الرياض بين الأمس واليوم الذي تم تسميته بعد ذلك بمعرض المملكة بين الأمس واليوم،وكان يحظى باهتمام وإشراف مباشرين من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وقت أن كان أميرا للرياض.

أيضا كان ومايزال للعلا ومنذ العقود الأخيرة الحظ الوافر من اهتمام الفنانين التشكيليين والمصورين الذين أسهموا من خلال إبهارهم البصري في إشهار ورواج العلا،وبالتالي في تنمية السياحة وارتفاع معدلات الجذب السياحي للعلا.الأمر الذي كانت درة تاجه الهيئة الملكية لمحافظة العلا،وذلك بالأمر الملكي الكريم عام2017 لإعادة صياغة العلا وتسويقها للعالم بمثل هذه الأدوات الثقافية العالمية كما هو الحال في(معرض العلا..أعجوبة المملكة).