مختصون بالأمن السيبراني يحذرون من اقتراب أخطر الهجمات الإلكترونية



حذر نخبة من الخبراء والمختصين السعوديين في مجال الأمن السيبراني، من اقتراب المرحلة الأخطر من الهجمات الإلكترونية، وهذا ما دفع الدول للتحرك، وإنفاق مليارات الدولارات في سبيل حماية معلوماتها.

جاء ذلك خلال جلسة النقاش التي عقدتها مجلة الرجل، مؤخرا، في الرياض بعنوان «رؤية المملكة 2030 بشأن الأمن السيبراني وسبل الحماية من الهجمات الإلكترونية»، مشيرين إلى أن 90% من الاختراقات على مستوى العالم قد تمت عن طريق أخطاء من العنصر البشري، إما بشكل متعمد، أو غير متعمد، وهذا ما يؤكد أهمية الوعي، والثقافة، والدورات التدريبية التي يقوم بها الاتحاد للتوعية بخطورة الاختراقات، وسبل الحماية اللازمة.

وفي التفاصيل أكد المستشار التقني عصام القبيسي خبير الأنظمة التقنية الأمن السيبراني، أن المملكة تعطي أولوية كبيرة للأمن السيبراني، وقد بدأ ذلك واضحا في تصنيفات أقوى الدول في مؤشرات الحماية، حيث وصلت المملكة العربية السعودية إلى المرتبة 13 عالمياً، والأولى عربياً، مشيرا لصعوبة المهمة، من حيث عدد الهجمات الإلكترونية الشرسة، إلا أن الأنظمة التقنية المتقدمة التي تملكها المملكة تحميها من تلك الهجمات.

ونوه القبيسي بالجهود المقدرة التي يقوم به الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، ومن بينها تخريج 100 شاب وشابة في تخصص الأمن السيبراني، مشيرا لضرورة وجود دور بارز من هيئة الأمن السيبراني فيما يتعلق بالمنتجات الإلكترونية التي تصل للمملكة، بحيث لا يدخل أي منتج للسوق إلا وفق معايير واضحة.

وقال محمد فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلة “الرجل” “إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، أولت اهتماماً كبيراً بالأمن السيبراني؛ وذلك نسبة للأهمية البالغة التي يحظى بها في حياة الأفراد والمؤسسات، وأجهزة الدولة بانواعها”، مضيفا أن رؤية المملكة 2030 تنسجم وتتناغم مع هذا التوجه، وتتضمن الرؤية محوراً مهماً، يتعلق بتطوير البنية التحتية الرقمية، يوضح هذا الاهتمام.

من جانبه، أشاد الكاتب الصحفي نايف الحربي، أن هناك غياب معرفي عن الأمن السيبراني، وأضاف:«هناك 6 ملايين طالب إذا سألتهم عن الأمن السيبراني نسبة صغيرة منهم على معرفه به أما البقية فلا يعلمون شيئاً عن دوره الرئيسي، كما أن أغلب الصحفيين تقليديين، وليسوا مطلعين على هذا الملف في حين يجب أن يكون لديهم معرفة بدور الأمن السيبراني».

أما المهندس محمد صالح الشمراني، المشرف العام على الأمن السيبراني في الاتحاد السعودي للأمن السيبراني، قال إن الأمن السيبراني مقوم أساس من مقومات رؤية ٢٠٣٠، وأن هناك توجه لدى المملكة لإضافة الأمن السيبراني في المناهج الدراسية سواء في المدارس، أو الجامعات، مشيراً إلى أن مصطلح الأمن السيبراني أصبح مهما، وبدأت بالفعل الكثير من الدول الاهتمام بتأمين أنظمتها، ومعلوماتها السرية، وحماية فضائها السيبراني من الهجمات الإلكترونية.

وأكد المشرف العام على الأمن السيبراني، أن المخاطر دفعت دول العالم لزيادة الإنفاق على الأمن السيبراني لتطوير الكفاءات، وتدريبهم للتنبؤ بالخطر، حيث صرفت الدول الأوروبية هذا العام 27 مليار دولار في هذا الإطار.

وبين الدكتور محسن الهلال، مدير عام حوكمة وإدارة مخاطر الأمن السيبراني بشركة الاتصالات السعودية، أن هيئة الأمن السيبراني جاء إنشاؤها بلفتة كريمة من خادم الحرمين الشريفين، لوضع الأطر، والقوانين، والمعايير للجهات سواء الحكومية، أو غيرها لمساعدتها في حماية البيانات والتطبيقات الرقمية، موضحاً أن هناك ثلاثة محاور مهمة للأمن السيبراني؛ وهي: التقنية، والإجراءات، والعنصر البشري، منوها بأنه قد اتضح أن 90% من الاختراقات تمت عن طريق مشاكل من العنصر البشري ،إما خطأ متعمد، أو غير متعمد.

وحذر د.الهلال من خطورة الاختراق الإلكتروني، مشيراً إلى أنه في عام 2011، تم اختراق شركة سوني لألعاب البلاي ستيشن، وتم اختراق أجهزة أكثر من 77 مليون مستخدم، اضطرت على أثرها سوني لدفع 15 مليون دولار كتعويضات.