ليست بروباغندا إعلامية .. “السعودية” تتصدر المشهد



بقلم | بدرية المالكي

 

 

كنت دائمًا أردد بصورة أو بأخرى عن الحاجة الملحة لدعم صوت الوطن في الخارج، والدفاع عنه في الأزمات، واستبدال تلك الصورة النمطية التي زيفت الحقائق بصورته المشرقة العظيمة.

لطالما استشعرت حاجة الوطن في استثمار الإعلام الخارجي، ليكن إعلامًا قويًا في التحديات الخارجية، حاميًا وداعمًا ومعبرًا عنه في أزمته، إعلامًا واثقًا لاخجول، ينافح عن الوطن، ويذب عن قيادته وشعبه، لايستطيع الآخر أن يحشره في زاوية ” كما يقولون”، فلطالما استفزتنا تلك الصور الذهنية والتعميمات غير المنصفة عن بلادنا وقادتنا وشعبنا الكريم.

عندما أعلن الوطن عن مرحلته الجديدة، شهد نماءً وازدهارًا عظيمًا في شتى المجالات، حتى تقدمت المملكة في المؤشرات العالمية التنافسية، واحتلت مرتبة متقدمة ضمن مجموعة العشرين، مما أثار حفيظة الحاقدين الحاسدين، فلاتبالي بالإعلام المأجور ومايطولها من افتراءٍ وكذبٍ وتدليس، وتسير بخُطا ثابتة، بينما يتولى الإعلامُ الداخلي إعادة التعريف «بالصورة السعودية الجديدة» وما تحويه من فكر رائد، ورؤية جديدة طموحة.

ثم تأتي جائحة كورونا -ولعل في طيات المحن منح- لتتصدر السعودية المشهد، لم تكن تلك الصدارة بروباغندا إعلامية، بل حقائق وأرقام صفقت لها الشعوب قاطبة، ووقفت أمامها دول الاقتصاد مطأطئة الرأس عاجزة، لتجعل تلك الشعوب تبصر عين الحقيقة التي طُمست عن أبصارهم زمنًا طويلا.

عين هنا وعين هناك، مفارقات عظيمة جعلت الشعوب تقرأ المشهد، وتقف على الحقيقة، وتتأمل الصدع العظيم في دولهم، وهشاشة العلاقات التي تربطهم بقادتهم ورؤسائهم، بل تفاجؤوا بأنهم يعيشون عبودية مختلفة تحت وطئة أنظمة لاتعرف الرحمة، ولاترى غير الاقتصاد محرك دموي للبشر، بينما تمتلك بلاد الحرمين مقومات ذات سيادة تستطيع التعاطي مع هكذا أزمات، لتبقى حياة الإنسان في قلب الحدث هي المحرك الأول والأخير.

هذا العويل وذلك الألم الذي طال شعوب العالم خلال الأزمة الراهنة، وهذا الموقف العظيم للوطن جعلني استرجع الثورات العربية حينما تلطخت شعوبها بالدماء وجهشت بالبكاء، وظلت المملكة مع شعبها أنموذجًا فريدًا لعلاقة قوية متينة تربط الحاكم بالمحكوم، وتلتف حول بعضها التفاف السوار بالمعصم، وتقود وحدة دول الخليج بقوة وسيادة، فزادنا الله رفعة وتمكين.

أيّ خير نحن فيه، وأيّ بلد عظيم ننتمي إليه، يأتي عامٌ ويمضي عامٌ، وحكامنا قادة عزم وسيادة، من عهد المؤسس ثم أبنائه من خلفه يرحمهم الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وعضيده أمير الشباب يحفظهما الله.

وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين في ذكرى اليوم الوطني 90 عبر حسابه على تويتر تؤكد الفخر بالوطنٍ العظيم، وأبنائه الأوفياء، وتُشيد بدور أبناء الوطن وأبائهم في ترسيخ الأمن والأمان واللحمة الوطنية، والتطلع لمستقبلٍ أجمل بسواعد أبناء وبنات الوطن الغالي.

هذه الكلمات تتهادى إلى أرواحنا لتعمق روح الولاء لهذا الوطن وقادته، ونعقد معها العزم على بناء الوطن بسواعد شابة قوية لاتعرف التردد والقفول، واستثمار المنصات الإعلامية ووسائل الإعلام الجديد في الدفاع عنه والوقوف يدًا بيد ضد المغرضين والمتآمرين والخونة، والوقوف صفًا لصد الهجمات والأفكار المسمومة الموجهة ضد الوطن وقيادته بقلب صادق ويقين لايعرف اللين.