قدر ذاتك …



للإعلامي و الكاتب : أ. عادل النايف

حينما يكون تقدير الذات ضعيف لدى الفرد يكون الإحترام لديه ضعيف أيضًا ، وعندما يفتقد الإحترام تعم الفوضى داخل الفرد و تنتقل إلى الخارج و منها كما تشاهدون الاستهتار و عدم التقيد بالتعليمات للحفاظ على سلامة الفرد و المجتمع من (كوفيد 19) لماذا هذا الفرد لايلتزم بالتعليمات (لأنه يفتقد تقدير الذات) .

تقدير الذات بإختصار هو أن يكون لك قدرًا عند نفسك ، ومن تقدير الذات أن يقييم الفرد نفسه وشعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة و يشمل تقدير الذات قناعات الشخص حول نفسه بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الانتصار واليأس والفخر والخجل ، عرّف سميث وماكي تقدير الذات بأنه “المفهوم الذاتي هو ما نعتقده عن أنفسنا ، تقدير الذات هو التقييم الإيجابي أو السلبي للذات وكيف نشعر حيالها ، و حينما تحترم نفسك سوف تحترم الآخرين و القوانين .

عندما يقوم شخص ما ، بقطع اشارة المرور عمدًا و يعلم أن هذا الأمر مخالفًا للقانون ، ويعلم أثناء قطع الاشارة سوف تكون هناك اشارة أخرى مضيئة باللون الأخضر لأشخاص آخرين ، و باستهتار هذا الفرد قد يُزهق أنفس من غير و جه حق .

و هذا يندرج أيضًا تحت الحكم الشرعي بتحريم قطع الاشارة عمدًا .

يعلم و يفهم هذا الشخص أن مافعله هو عدم إحترام للقانون و للآخرين .

أليس بإمكان أي فرد أن يفعل هذا الفعل المشين ؟
نعم ، ولكن الفرق بين الأول و الثاني ، هو أن الأول ليس لديه تقديرًا لذاته ، من لم يقدر ذاته لايحترم الآخرين ، كيف لإنسان أن يحترم الآخرين و هو لايحترم نفسه .

أم الثاني هو بالفعل من الشخصيات التي تقدر ذاته و تحترمه و ينعكس ما بالداخل إلى الخارج ، فيحترم الآخرين و يحترم القانون و يعلم أن القانون لم يوضع إلا للحفاظ على حياته و حياة الآخرين .

أم الأول لا يتوقف عن هذا الأمر إلا بقوة النظام و تطبيق أشد العقوبة بحقه .

لماذا ؟ لأنه يفتقد تقدير الذات و ليس للاحترام أي مكان لديه و ينعكس ما بالداخل إلى الخارج .

وينطبق هذا الكلام على من لم يلتزمون بالتعليمات الصادرة من وزارة الصحة و الجهات المعنية .

العدد الزائد للحالات المصابة ، لم يكن العدد ذاته عند بداية الجائحة ، ما هو السبب ؟

السبب هو الاستهتار و عدم الالتزام بالتعليمات ، والخروج من المنزل لغير الحاجة ، و التجمعات من غير هدف و معنى ، فقط مضيعه للوقت و نشر العدوى بين أفراد المجتمع ، و المصيبة عندما تنقل العدوى لأسرتك و أبنائك ، كيف لطفل أن يبقى في العزل في المشفى ؟!

كيف أن تقنع هذا الجاهل المتعمد لجهله بأنه من الصعب عزل الطفل في معزل صحي ؟!

(هذا هو سلوك كل مستهتر ..)

من مفهوم تقدير الذات من الناحية النفسية إلى تلك السمة أو الصفة الشخصية التي يمتلكها الشخص والتي بدورها ترتبط باحترامه لنفسه ومهاراته ، حيث يندرج تحت هذا المفهوم العديد من المعتقدات الخاصة بالنفس ، بما فيها المشاعر ، (والسلوك) .

تقدير الذات أو الشعور بالقيمة الذاتية هو أحد أهم المقومات التي تشير إلى الهوية الشخصية ، حيث تعتبر الحياة الأسرية والعلاقات العائلية أساساً لتحقيق هذا الجانب ، فهي تلعب دوراً رئيسياً في تطويره ، وذلك من منطلق أنها تعزز لدى الإنسان منذ طفولته الثقة بالنفس وتعينه على تحديد أهدافه ، و أن يميز الخطأ من الصواب و أن يسلك السلوك الحقيقي ، و يحترم نفسه و الآخرين و أن يكون له دور فعال في المجتمع ..
من يقدر ذاته سوف يحترم الآخرين .