ظاهرة التنمر ..الأسباب والعلاج



بقلم : عواطف عبدالله الخطابي .

بدانا في السنوات الأخيرة نسمع ونشاهد بكثرة ظاهرة من الظواهر السيئة في جميع المجتمعات الا وهي (التنمر) .

هذة الظاهرة السيئة والممقوتة بدات تتزايد و تنتشر بين طلاب المدارس ، و لا تقتصر فقط على الاطفال ، بل و على البالغين أيضا فأصبحنا نسمع بها في أماكن العمل والجامعات. و التنمر سلوك عدواني سيئ حيث يقوم شخص بإيذاء شخص اخر ، او مجموعة اشخاص بإيذاء شخص ، والعمل على عدم راحتة بشكل متعمد و متكرر ، فالتنمر عند الاطفال يأخذ عدة اشكال ، كالتنمر الجسدي ، والتنمر اللفظي ، والتنمر الالكتروني .

فالتنمر الجسدي : هو بالضرب او الدفع وغيرها من الاساليب الجسدية ويترك اثراً اما قصير المدى او طويل المدى .

اما التنمر اللفظي : فهو التجريح بالكلام والكذب والاشاعات والاحراج اوالاهانات ، او التهديد والتنابز بالالقاب ، وغيرها من الالفاظ السيئة ، او الاساءة لسمعة الشخص .

اما التنمر الالكتروني : فهو الاساءة عن طريق الرسائل والصور والفيديوهات وغيرها ، توجد اسباب عديدة لحدوث وانتشار هذا التنمر من اهمها : كثرة المشاكل المنزلية وفقدان الطفل لحنان الوالدين (الام والاب) والوحدة التي يعيشها الطفل ، فالطفل من الناحية النفسية يحتاج الى الحضن سبع مرات يومياً من قبل والديه.

لذلك انتماء الطفل الى مجموعة من المتنمرين سوف يؤثر عليه وعلى سلوكه الاجتماعي فالالعاب الالكترونية لها دور كبير بالتاثير على الاطفال ، و امتدد تاثيرها وبشكل قوي وملحوظ على البالغين أيضا.

فكما هو معروف بأن التقليد عند الاطفال غريزة ، فهم يحبون تقليد مايشاهدونه داخل المنزل ، او من خلال مشاهدتهم لأجهزة التلفاز ، او شبكات التواصل الاجتماعي ، او ما يشاهدونة خارج المنزل .

فأثار التنمر لا تنعكس فقط على الضحية ، بل تمتد تاثيره على المتنمر نفسه فيكونون اكثر عرضه للفشل في حياتهم ، و عرضة لارتكاب الجرائم في سن مبكرة .

فعلاج ظاهرة التنمر السيئه يبدأ اولاً من الأهل فلابد ان يكون بتعليم وتوجيه الطفل وتوضيح الخطأ من الصواب له ، اما ترك الطفل بدون توجيه وبدون تعديل لسلوكه فسوف ينشأ معه هذا السلوك في الكبر ، كذلك يجب على الاهل تقوية الوازع الديني وتقوية العقيدة لدى الطفل من الصغر ، كذلك يجب على الاهل مناقشة الطفل المتنمر بهدوء ، والتعرف على الأسباب التي جعلتة يتصرف بهذا السلوك العدواني ، كذلك لابد من السيطرة والتحكم والرقابة على كل مايشاهدونه اطفالنا في اجهزة التلفاز والاجهزة الذكية والالعاب الالكترونية ،اما بالنسبة لدور المدرسة فيجب عليها سن قوانين صارمة وحازمة داخل المدرسة تمنع من ايذاء اي طفل لطفلً اخر سواء بدنياً او نفسياً ، وعدم التفرقة بين الاطفال في التعامل ، وتحفيز روح التعاون بين الطلبة ، وتدريبهم على رياضات الدفاع عن النفس لتعزيز قوتهم النفسية والبدنية وتقويتهم ، كذلك يجب على القنوات التلفزيونية بث البرامج التعليمية والثقافية والدينية الهادفة ، والابتعاد عن البرامج العدوانية ، لذا ، نؤكد إذا تكاتف هؤلاء الثلاثة: الأسرة والمجتمع والإعلام ، فإننا قادرون بإذن الله على إيجاد جيل يخدم هذا الوطن ، ويخدم امته ، فلا بد ان نبني مع أطفالنا علاقة صريحة نمنح بها الطفل حرية التكلم مع ولي الامر والاشخاص من حوله.