ضحية لا تنكسر …



بقلم : أ. خلود السالمي

أعود لكم مرة أخرى اعزائي قراء صحيفة الراية ، وأقدم لكم الشكر على تفاعلكم الذي أعطاني حافزاً للمستقبل .

تحدّثت في المقالين السابقين عن عراك الأرملة مع المجتمع بشكلٍ عام، ولم أتحدّث عن الخصوصيات احتراماً لِمكانتي، ولأبنائي، وقبل ذلك كلّه احتراماً لزوجي رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته .

رسالتي البسيطة عبر هذه الصحيفة الأنيقة أوجهها لكم بأنّ الثقة بالنفس هي أعظم الصفات التي يجب أن تتحلّى بها المرأة، لأنّ ثقتها في نفسها هي ما ستجعلها قوية في التصدي لكلّ العقبات التي ستواجهها مِنْ مجتمعها .

تجربتي مع المجتمع كانت بسبب ثقتي فيهم أكثر من ثقتي بنفسي، حيث أنني تعاملت بِحسن نية مع الجميع، ولم أعرف طريقاً للتآمر والتلاعب لأنني أعلم بأنّ الله عزوجل قال في كتابه الكريم :
‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ.

تفرغت لحياتي وتربية أبنائي، وأنا قوية جداً، فلا يوجد أعظم من قصة عائشة زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي القصة التي من المفترض أن نستمد منها القوة، لأن الابتلاءات تأتي من الله عزوجل، لتظهر لنا الحقائق والأقنعة المزيفة،
فأنا سعيدة جداً بذلك، وراضية بقضاء الرب وقدره، فأنا أطلبه دائماً أن يصرف عني من أراد بي أو بأولادي سوءاً .

ولأجل ذلك لم أغضب أبداً من العثرات التي كانت في طريقي بعد وفاة زوجي رحمه الله، لأن هذه العثرات زادتني قوة بأن لا أقع في حفرة السوء أبداً، وأن اتفرغ فقط لطاعة ربي وعدم غضبه ، وتأدية صلواتي الخمس، وتربية أبنائي التربية الصالحة ليكونوا خير خلف لأبيهم بإذن الله .

‏قضى الله أن البغي يصرع أهله
وأنّ على الباغي تدور الدوائر
ومن يحتفِرْ بئرًا ليوقع غيره
سيوقع في البئر الذي هو حافر

‏انا امرأه لا يضرني غائب ولا يعذبني كاذب،
أنا امرأة وضعت حدوداً للتعامل معي،
أعرف متى أتكلم ومتى أصمت،

يقولون دائماً إذا رأيت إمرأة قوية لا تهاب شيء في الحياة، فتأكد بِأن هناك جبلاً على هيئة رجل يسند ظهرها،  ومن باب من لايشكر الناس لا يشكر الله فالشكر الجزيل لسندي وظهري وجبلي الحبيب المملكة العربية السعودية والشكر لقيادتي الحازمة التي أعطتني ثقة كبيرة بأن أتفرغ لحياتي وأبنائي، وأن أعيش الأنثى باهتمامي بنفسي، وأعيش الأم باهتمامي بأبنائي، وأعيش الطفلة الدلوعة حينما أرى أمي وأبي وأخي، ولا أهاب أحداً طالما أنني شامخة أسير بحياتي نحو النجاح، ولا أنسى في الختام أنْ أشكر من وقف معي ودعمني واحترمني، وتعجز كلماتي عن إظهار حبي وتقديري لهم،

ختمة؛
سأظلّ أعظم امرأة في الحياة ويا جبل ما يهزك ريح.