شقاء الوبــاء ….. !!



بقلم عبدالعزيز الفدغوش

إن فيروس كورونا (COVID-19) قد أرعب العالم وأثار الهلع والفزع لدى العديد من الدول والمجتمعات منذ تفشي المرض في مدينة ووهان وسط الصين والإعلان عنه رسميا في 31 يناير 2020م ، والإنسان المسلم مأمور بإتباع النبي صلى الله عليه وسلم والإقتداء به في كل شؤون حياته ، قال تعالى : ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا )[ الحشر: 7] .

وقال تعالى : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ) [الأحزاب : 21] .

وعلى ضوء ذلك فالمنهج النبوي عند نزول البلاء والوباء أن يجدد المسلم توبته ويكثر من الاستغفار ويتضرع بالدعاء، ويبتعد عن السخرية والاستهزاء لانها من قسوة القلب وتزيين الشيطان ‏.

يقول ابن خلدون في مقدمته المشهورة : (إذا رأيت الناس تكثر الكلام المضحك وقت الكوارث فاعلم إن الفقر قد أقبع عليهم وهم قوم بهم غفلة واستعباد ومهانة).

فالواجب إتباع الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام الذي نهى المسلم عن الدخول إلى أرض وقع بها الطاعون لأن الإقدام عليها إلقاء بالنفس إلى التهلكة وكذلك نهيه عن الخروج منها فرارا من القدر لأن الفرار لن يغني الإنسان من الله شيئا.

فقد قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني : الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه) .

وقيل إن الطاعون هو المرض المعروف.

وقيل : هو كل مرض فتّاك عام يصنف وباء، يؤدي إلى وفاة الكثيرين من الناس ، فالخروج فرارا من الوباء هو المقصود بالمنع الوارد في الحديث الشريف.

أما السفر المرتب قبل ذلك لقصد آخر كالعمل والدراسة والتجارة وغيرها فلا يدخل في النهي ، نسأل الله العلي العظيم أن يكشف الغمة وأن يرفع البلاء عن الأمة وأن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين .

يا الله تَحفْظ الدار من كيد الأشرار
وتجعل بلاد الخيــر نور ٍ على نــور

يا رب جنبنا المصايـب والأخطـار
وكلّ العناء وشرور الأمراض والجور