روحانية .. بلاقيود



بقلم الأستاذة : تركيه الروقي

رئيسة القسم النسائي بصحيفة الراية

يشهد المسلمون في هذه الليلة استقبالاً منقطع النظير لضيفٍ يُهل بتباشيره كل عام

استقبالاً احترازياً إن جاز التعبير ، استقبالاً يراهُ البعض خاليا من الروحانية على حد وصفهم الخاطىء والخالي من الصحة .

وإلا كيف تخلو ليالي رمضان من الروحانية
بل أين هي الروحانية إن لم تولد من رحم لياليه المباركة .
مع نسماته ورؤية هلاله وبطاقات التهاني والتباشر بقدومه ،. مع خلوف فم الصائم وفرحة افطاره ، مع قطرات وضوءه ووقع خطواته حيث مصلاه
مع ابتهالاته ودعواته بأن يكشف الله الغمه ويزيل الكرب .

ومع روحانية هذه الليلة تنساب إلى أرواحنا كلمات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عندما قال( نعيش ظرفاً بالغ الأثر على البشرية كافة مع دخول شهر رمضان )
وأكد حفظه الله بقوله( حريصون على خدمة المواطن والمقيم والمحافظة على سلامة الإنسان ونعتز بما اتخذته المملكة من إجراءات احترازية للحد من انتشار كورونا).

وقد لامس حفظه الله ألم كل مسلم حين قال( نتألم لعدم أداء صلاة الجماعة والتراويح والقيام في بيوت الله،. عزاؤنا جميعاً أننا نمتثل بذلك لتعليمات شرعنا الحكيم الذي جعل الحفاظ على الأنفس من أجلّ مقاصده العظيمة).

نعم سنعيش رمضاناً مختلفاً في بعض تفاصيله وستبقى روحانية أيامه وقداسة لياليه .

سنصنع من بيوتنا مساجداً نعيش فيها سعادة المؤمن (( واجعلوا بيوتكم قبلة)).

تواصلوا مع أحبابكم وأقاربكم ، اظهروا الفرح والسرور وقدموا التهاني.

لاتفسدوا روحانية رمضانكم بالتذمر والتضجر من الحجر ، ولاتسمحوا لأحدٍ أن يطفىء أنوار شهركم ، وطمأنينة أرواحكم.

سنعيش روحانية شهرنا داخل قلوبنا وإن غابت تفاصيله ، سنتنفس نفحاته ونعيش فرحة افطارنا وتعجيل سحورنا .

سنردد حمداً لله أن بلغنا رمضان ونحن بأمنٍ وآمان .

الْلَّھُم أَهِلَّهُ عَليْنَا بِالْأمْنِ وَالإِيْمَانِ وَالْسَّلامَةِ وَالْإِسْلَامِ وَالْعَوْنٓ عَلَى الْصَّلاةِ وَالصِّيَامِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآَنِ ، الْلَّھُمّ سَلِّمْنَا لِرَمَضَانَ وَسَلِّمْهُ لنا وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مُتَقَبَّلاً يٓارٓبٓ العٓالِٓمينْ.

مبــارك علـيـكم الـشهر وكل عام وأنتم بخير .