دبي تعيش عام ” التسامح المروري “



بقلم المستشار الأسري / خالد بن محمد العويش

احيي شرطة دبي على مبادرتها الرائعة بتخفيض قيمة المخالفات المرورية للملتزمين بالقواعد المرورية خلال فترات زمنية محددة بل قد يصل الحال إلى إسقاط جميع المخالفات المرورية عمن يثبت عدم ارتكابه أي مخالفة مرورية خلال عام كامل وتأتي هذه المبادرة ضمن احتفالية الإمارة بعام التسامح والتي أقيمت قبل فترة من الزمن.

هذه الخطوة المميزة من مرور دبي جعلته يتحول إلى الدور التشجيعي والتحفيزي نحو السلوك المروري السليم والتخلي عن الأدوار التقليدية للمرور التي نراها مطبقة في الكثير من الدول والتي تحول بعضها إلى مهام جباية الأموال والملاحقة القضائية بل والتضييق عليهم بشتى السبل دون إيجاد حلول لهؤلاء للعودة للقيادة الآمنة بعيدا عن المخالفات المرورية.

نحن بحاجة لخلق مبادرات حقيقية وفاعلة تلامس الواقع وقابلة للتطبيق وتحقق الكثير من الأهداف بعيداً عن البنرات الدعائية العقيمة وأسابيع المرور الكئيبة والهدر المالي في فعاليات تثبت كل عام عدم نجاحها بل أنها أصبحت مناسبة لأقفال الشوارع والازدحام الشديد لما يصاحب تلك الأسابيع من حملات تفتيش وملاحقات للتعاميم السابقة.

إن الكم الكبير للمخالفات وارتفاع وتيرتها بشكل متسارع ورغم عائدها المالي الكبير على قطاع المرور إلا أنها دلالة واضحة بشكل جلي على فشل المرور في دوره التوعوي والوقائي.

في المقابل نجد في تطور أساليب رصد المخالفات نهج غير بريء نحو المجتمع فدور المرور اختزل في الوقت الراهن على ضبط المخالفات والتفنن في رصدها والسعي الحثيث نحو توزيع كوبونات المخالفات المرورية على كل كائن متحرك أو دابة أو مركبة والحرص على أن تكون تلك المخالفات بعمومها مؤلمة بغض النظر عن درجة تلك المخالفة وهذا يحيد بالمرور عن واجبه الإنساني نحو المجتمع.

مبادرة التسامح وإسقاط المخالفات المرورية عن الذين يثبت أنهم بدأوا بالانضباط في القيادة تجعلنا نفكر جديا بمبادرات تلامس الواقع بعيدا عن التنظير والتشدد في جميع المخالفات المرورية والتي بعضها قد يقع فيها الكثير منا دون قصد نتيجة معطيات طرقنا المليئة بالكثير من المفاجآت غير السارة.

وهذا يستلزم التدرج في المخالفات البسيطة من تنبيه وإنذار قبل تدوين مخالفات بقيم مالية قد يراها البعض بسيطة إلا أنها تمثل عند البعض ممن تدون بحقهم تلك المخالفات نسبة كبيرة من دخلهم المتواضع جدا.

ختاماً : من المهم أيضا الارتقاء بتعامل رجال المرور مع الجمهور وأن يكونوا على قدر عال من المسؤولية الإنسانية قبل الدور الرقابي الممزوج بالكثير من القسوة على قائدي المركبات و النظر لإعتبارات أخرى أجدها ذات أهمية لا يمكن تجاهلها.