حسن الظنّ عبادة …



بقلم : الأستاذة خلود السالمي

حينما نقول حسن الظن فيجب أن يكون هذا الحُسن بالله عزوجل أولآ لأنّ هذا الأمر عبادة، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إنّ حسن الظن بالله من حسن عبادة الله ” واستشعار لذة هذه العبادة تكون بِتوقع الجميل منه في جميع الأحوال، سواءاً في أفراحنا أو أحزاننا، عند موتنا أو فقدان الغالي علينا، لأنّ أمر الله عزوجل كلّه خير، ‏والشيء الذي يجعلنا أقوى كلما أنكسرنا هو اليقين التّام بأن الأمر كله بيد الله وأن الحياة ستمضي مهما حدث.

وعلينا أن نعلم بأنّ أقدار الله دائما تحمل الخير وإن كان ظاهرها مؤلم فٳن بين ثناياها خير مخبٲ لا تراه ٲعيننا،
لعلّنا في الفترة الأخيرة عانينا من وباء كورونا وما نتج عنه مِن كرب وضيق في حياتنا، ونحن كبشر ليس أمامنا تجاه هذا الأمر إلاّ حسن الظن بالله وأن نوقن بأنّ الله تعالى سوف يفرج عنا ويزيل ما حلّ بنا، وسترحل الأوجاع مثلما جاءت يومًا بلا استئذان، وسيطرق الفرح بابنا بغير حساب .

اسأل نفسك عزيزي القارى  هذه الأسئلة :
لماذا صبر أيوب عليه السلام على مرضه، ولماذا صبر يعقوب عليه السلام على غياب ابنه؟
لماذا خرجت مريم بطفلها للناس؟
لماذا سيدنا يونس لم ييأس في قصة الحوت؟
ستجد الإجابة واحدة وهي حسن ظنهم بالله،

احسن ظنك بالله عزوجل واحسن ظنك بالآخرين، لأنّ سوء الظن يجعلك تتخيل وتفكر بمالم يحصل أبداً،

حسن الظن ليست كلمة تقال من دون عمل، وإنما حسن الظن بالله صبرٌ ومصابرة وترقبٌ للفرج وانتصار على اليأس ، وتفاؤلٌ بأن القادم أفضل مهما كانت الظروف، لا تدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا، فيذهب عنك هماً ويزيل حزناً ويطرد غماً ويُسهل أمراً ويُقرب بعيداً ، وينصر مظلوماً .

ويجب أن نعلم بأنّ حسن ظننا بالله إيماناً لا يكتمل إلّا بحسن الظنّ بالآخرين، فنحسن ظننا بحكومتنا الرشيدة بأنّ ما عملته في الفترة الأخيرة سيكون في صالح المواطن، وسوف تزول الغمه ويكون التعويض أضعاف مافات،
وكم هو جميل هذا البيت حينما تقرؤه:
وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى،
بجميل الظن ما الله صانع،

‏”سأنهي مقالي بأعتقاد ٱن شيئاً جميلاً علىٰ وشك الحدوث
وإن لم يحدث، ٱكون قد حصلت على أجر العبادة العظيمة
وهي حسن الظن بالله.”