“حتى تموت”



في خضمّ مجريات الحياة، ونعم الخالق عز وجل، أتمالك إحساسي وشعوري النبيل ، وما أسميه طيبة القلب عن ان اعبر عن الامتنان والمحبة للآخرين، بل تجاوز الأمر ذلك، بل أصبحت ألاحظ واعاتب.

أحياناً أرى صديقي قد أخطأ في يومً ما وإن كان خطؤه بسيطاً، وزميلي في العمل تجاهلني في ذلك الموقف ، وفلان فعل وفلان وفلان، وأنا أحمل محبتهم وتقديرهم كلاً على حسب علاقتي به، ولكن وجدت أنني أنا وبعض من سألت (عن طبيعة علاقتهم بالآخرين) نتشارك نفس الصفة، وذلك أننا أصبحنا وكأننا نترقب زلة من نحب، ولا يمكن أن تمرّ زلتهم مرور الكرام بلا حساب ، حتى ولو كان إضماراً في النفس، ونتناسى العمر الذي قضيناه في ألفةٍ ومحبة، ونسينا عمراً قضيناه سوياً من الوفاء والعطاء، ونسينا أننا حتى نحن بشر نصيب ونخطئ.

وتشاركت مع من سألت صفة أخرى وهي ذكر جميع الصفات النبيلة لكل من نحب ، بل ونسيان جميع أخطائهم، وذلك كرماً منا، ولكن ليس لنقوله لهم وجهاً لوجه، بل حينما ننثر التراب والدموع معاً على قبورهم بعد موتهم، ولسان حالنا يقول (حتى تموت) .

لذلك أقول لكل قريب وزميل وكل من تربطني به صلة شكرًا لك على كل مابدر منك ، وأخص صديقي الوفي بشكرٍ خاص كوني حظيت بصداقته ووقفاته ووقته وترفعه عن أخطائي فلست ملاكاً، سأقولها للجميع علناً فلا أعلم من منا أولاً سيموت .