تنوع البيئات وتعزيز الفرص الاستثمارية يحقق الاستدامة البيئية في المتنزهات



يضفي التنوع البيئي والتضاريس المتعددة للمتنزهات الوطنية في مختلف أنحاء المملكة، ميزة نسبية لتلك المواقع على مدار العام كوجهات سياحية، بغية تحقيق الاستدامة البيئية والمجتمعية والاقتصادية، ويسعى المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بوصفه الجهة المسؤولة من خلال تكامل الأدوار مع القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي إلى تطوير نحو 100 متنزه وطني عبر طرح فرص استثمارية موسمية أمام المستثمرين دعمًا لجهود تنمية الغطاء النباتي والأنشطة المرتبطة به، والمحافظة على مكونات المتنزهات الطبيعية، وتنمية وتطوير بنيتها التحتية، وتنفيذ مشاريع السياحة البيئية المستدامة.
ولتعظيم الفائدة من الأصول وإبراز المملكة كوجهة سياحية رائدة محليًا وعالميًا، وتحقيقًا لمستهدفات رؤية السعودية 2030، وقّع المركز العديد من الاتفاقيات في مجالات الاستثمار السياحي البيئي في المتنزهات، كان آخرها اتفاقية تعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة وصندوق التنمية السياحي، لدراسة استثمار وتطوير أجزاء من 12 متنزهًا وطنيًا في عددٍ من المناطق.
وتعزز الاتفاقية التعاون بين الأطراف الثلاث، للاستفادة من الإمكانيات المشتركة، لإعداد دراسة جدوى خاصة بالمواقع المستهدفة وإبداء المرئيات حيالها واعتمادها، وتحديد الخيارات المتاحة للتسويق محليًا ودوليًا، ووضع آليات وإجراءات وضوابط الاستثمار، وجذب المستثمرين المحليين والعالميين وتحفيزهم، وتحديد نماذج التمويل المناسبة لتحقيق الاستدامة البيئية، وتقديم خدمات ومنتجات ذات جودة عالية، للإسهام في نهضة القطاع وتحسين جودة الحياة، بجانب الأنشطة البيئية.
وتتنوع بيئات المنتزهات الـ12 بين رملية، وسبخات، ورطبة، وجبلية، وحصبائية، إضافة إلى ما تحتضنه من أودية وبحيرات، وتميزها بوجود أنواع مختلفة من النباتات مثل: أشجار الأثل، والطرفة، وطلح، والغضى، وأرطى، والرمث، والهرم، والعقربان، والسل، والأسل، والسعيدان، وعقربان، والطلح النجدي، والطلح العراقي، والسلم، والسدر البري، والعوسج وغيرها.
وتوزعت مواقع المتنزهات المشمولة بالتعاون الثلاثي لتشمل متنزه بحيرة العيون، وكورنيش السحاب، بالمنطقة الشرقية، بمساحة 334.542.277.82 م2، ومتنزه “ثادق بالرياض” البالغ مساحته 145 مليون م2، ومتنزه “روضة المحلية الوطني بالرياض” على مساحة 7.087.970 م2 بالقرب من جبال طويق وهو عبارة عن روضة محاطة بكثبان رملية يتوسطها جبل القويرة بارتفاع 30 مترًا، وفي المدينة المنورة متنزه “البيضاء” بمساحة قدرها 1.562.345.424 م2، ومتنزه “أبو الجود” بإجمالي مساحة 17.617.759 م2، بالإضافة إلى متنزه “ضبوعي وعتود” في منطقة عسير، ومتنزه “مشار الوطني” في منطقة حائل البالغ مساحته 4770176 م2، ومتنزه “القمع بمساحة 3744325.89 م2 وضرك بمساحة 657582.56 م2 وسد الأحسبة بمساحة 17616.96م2” بمنطقة الباحة، وكورنيش السحاب بمكة المكرمة، وستشهد هذه المتنزهات الوطنية في المناطق المحددة مشاريع تتعلق بالأنشطة البيئية، ومخيمات بيئية ومطاعم ومقاهي، ومرافق وأنشطة ترفيهية، كما سيتم فيها إجراء العديد من الدراسات والتجارب البيئية والزراعية التعليمية.
وترتكز جهود المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر من خلال برنامج “المتنزهات الوطنيّة” على حصرها وتطويرها والمحافظة عليها وتنمية الغطاء النباتي فيها؛ بهدف استدامتها وتعزيز المسؤولية تجاهها، وتوفير الفرص الاستثمارية الواعدة وفتح الفرص للعمل الحر والوظيفي، عبر شراكات متعددة الأطراف لتحويل المتنزهات الوطنية إلى وجهات ذات قيمة مضافة للبيئة والاقتصاد والمجتمع.
وتنضوي جهود المركز بشكل أساس على تنمية مواقع الغطاء النباتي وحمايتها والرقابة عليها، وتأهيل المتدهور منها، بما في ذلك إدارة أراضي المراعي والغابات والمتنزهات الوطنية واستثمارها، فضلًا عن الكشف عن التعديات على الغطاء النباتي، ومكافحة الاحتطاب حول المملكة، والمحافظة على الموارد الطبيعية والتنوع .