تطور النظرية البوليتكنيكية في ضوء تحديات العصر الرقمي



بقلم نجوى محمد عبد الله  الشمري، باحثة دكتوراة مناهج وتقنيات التعليم- جامعة أم القرى. 

يشهد العصر الرقمي تراكماً معرفياً وتطوراً تكنولوجياً في مختلف مجالات الحياة، ووفقاً لهذه التطورات وظهور المستحدثات التكنولوجية، اهتم المنهج في العديد من الممارسات التربوية بتوظيف نظريات المنهج بشكل أمثل، لاسيّما النظرية البوليتكنيكية ((polytechnic theory التي تُشير إلى تحويل محتوى التربية إلى اتجاه الفنون والتطبيقات المتعددةمن منطلق وجوب النظر إلى كل جانب من جوانب المدرسة في ضوء علاقته بالحياة الإنتاجية، كما تُسهم النظرية البوليتكنيكية في تغيير دور المتعلم وجعله قادراً على أن يلعب دوراً نشطاً في التقدم التكنولوجي، حيث تقوم بتزويده بالمهارات المهنية والرقمية المناسبة بهدف إشراكهم في العمل المنتج.

كما تسعى رؤية 2030 على  مواجهة تحديات العصر الرقمي بتحقيق التحول الرقمي في العملية التعليمية، الأمر الذي يحتم على واضعي و مطوري المناهج الأخذ بعين الاعتبار بمبادئ النظرية البوليتكنيكية، التي تعمل على الربط بين الجانبين النظري والتطبيقي، والعمل على تمكين الجيل الصاعد وزيادة فعاليته على المساهمة في الإنتاج.

وتهدف النظرية البوليتكنيكية (الماركسية) إلى تحسين مستوى التعليم وذلك من خلال تزويد المتعلمين بالمعارف والإلمام بمبادئ التكنولوجيا التعليمية، وتنظيم الإنتاج، وتزويد المتعلمين بالخبرة الإنتاجية.

في ضوء ذلك تتمحور العملية التعليمية وفق النظرية البوليتكنيكية نحو العمل المنتج، باعتباره المعيار الذي يحكم به على مدى جودة المنهج الدراسي، كما ظهرت العديد من المستحدثات التكنولوجية التي تُلبي بعض مبادئ النظرية البوليتكنيكية على سبيل المثال: تطبيقات الذكاء الاصطناعي،انترنت الأشياء، الروبوتات، وتقنيات الواقع المعزز والافتراضي، وتقنية الهولوجرام ..

إنطلاقاً من هذا المبدأ ومن تحديات العصر الرقمي ينبغي أن تكون العملية التعليمية قائمة على الإنتاج والتدريب المهاري والمعرفة النظرية، بحيث يتم بناء المناهج الدراسية وتطويرها وفق مبادئ النظرية البوليتكنيكية وذلك بهدف اكتساب المتعلم مهارات الإنتاج التي تُمكنهُ من تطبيق ماتعلمهُ داخل المدرسة وخارجها وذلك لخدمة المجتمع والتقدم التكنولوجي.  

خُلاصة القول: تمد النظرية البوليتكنيكية (الماركسية) المتعلمين بالمعارف الأساسية والمهارات الرقمية، وتعودهم على استخدام آلات العمل العامة، وتطوير قدراتهم كما تُتيح لهم الفرص لاختيار العمل والتنويع فيه، وتجعل المتعلمين قادرين على مسايرة العصر الرقمي، والمشاركة بالمبادئ العامة للإنتاج الاجتماعي.