تدريس اللغة الإنجليزية بين الجوهرية والبراجماتية



بقلم: مرام مسري العتيبي طالبة دكتوراة في تدريس اللغة الإنجليزية 

تؤثر نظريات المناهج العامة في مناهج اللغة الإنجليزية على وجه الخصوص من حيث الأهداف، والمحتوى، وطرق التدريس، ودور المعلم والمتعلم ، فنجد أن هذه المناهج سابقا تأثرت بالنظرية الجوهرية Essentialism والتي تؤمن بنقل المعرفة والتراث الثقافي بغض النظر عن التغيرات التي تطرأ على العملية التعليمية، أما في الوقت الراهن تتأثر مناهج اللغة الإنجليزية إلى حد كبير بالنظرية البراجماتية Pragmatism والتي تؤمن بالأسلوب العلمي وحل المشكلات والتعليم المبني على خبرات المتعلمين.

كان تدريس اللغة الإنجليزية سابقاً يستند إلى النظرية الجوهرية والتي تدعم مفهوم “التلقين “Spoon-feeding، فالتركيز الأساسي على المعارف، والمعلم هو المصدر الوحيد لهذه المعارف، وبناء على تلك المعارف يتم صياغة أهداف المقررات والتي في ضوءها يتم اختيار المحتوى وطرق ووسائل التدريس. تلك المناهج لا تراعي الفروق الفردية واحتياجات المتعلمين ولا تبنى على خبراتهم وتهمل الأنشطة ولا تعد المتعلمين للحياة خارج أسوار المنشئة التعليمية.

فالتعليم متمركز حول المعلم الذي يكمن دوره في نقل المعرفة باستخدام الطرق التقليدية كإلقاء المحاضرات والاعتماد على الكتاب المدرسي، أما المتعلم فهو متلقي للمعرفة، يستمع للمحاضرة ويدون ملاحظاته وفي نهاية الفصل الدراسي يخضع لتقويم ختامي، وهذا يقف حاجزا أمام تنمية مهاراته اللغوية ومهارات التواصل وتنمية الإبداع.

لكن بالنظر إلى التطور الحاصل في مناهج اللغة الإنجليزية في العقد الأخير نجد أن هذه المناهج أصبحت ترتبط بالحياة الواقعية وتركز على إكساب المتعلمين المهارات الحياتية التي تجعلهم فاعلين وقادرين على ممارسة اللغة وتشجعهم على أن يصبحوا قادرين على حل المشكلات وصنع القرار وتعدهم لهذا العالم المتغير وللحياة المهنية المستقبلية.

وبخلاف المناهج السابقة فهي مبنية على احتياجات وخبرات المتعلمين ومراعية للفروق الفردية وأنماط التعلم المختلفة،وأصبحت طرق التدريس المبنية على النظرية البراجماتية مهيمنة على فصول اللغة الإنجليزية كالطرق القائمة على النشاط وحل المشكلات والتفكير النقدي والمشاريع وغيرها من الطرق التي تعتمد على تجربة المتعلم الشخصية والتعلم بالممارسة ،مثل هذه الطرق يمكن أن تحفز المتعلمين على الرغبة في التحدث وتبادل الأفكار والإبداع، وتدفعهم لأن يصبحوا متعلمين مستقلين يمتلكون الثقة بالنفس والدافعية نحو اكتساب اللغة الإنجليزية.

يتمركز التعلم في فصول اللغة الإنجليزية حالياً حول المتعلم الذي له دور نشط وفعال في تخطيط ما يرغب في تعلمه واختيار المشاريع التي يجب القيام بها وفقا لأهداف المقرر، ويلعب المعلم دورا مهما في توجيه وتيسير العملية التعليمية وتمكين المتعلمين من استخدام المهارات اللغوية للتعبير عن أنفسهم بحرية باللغة الإنجليزية واستخدام اللغة في تطوير الذات والتواصل والتعاون والقدرة على التكيف مع الحياة والتفاعل الاجتماعي.

من خلال ما سبق نجد أن هدف تدريس اللغة الإنجليزية لم يعد فقط تزويد المتعلمين بالمعارف وإنما تطوير مهاراتهم في اللغة الإنجليزية ومساعدتهم على التواصل الفعال وتنمية مهارات القرن 21 والتي تخدمهم في حياتهم العملية والأكاديمية بالإضافة إلى تعزيز جودة المخرجات بما يتناسب مع سوق العمل ويواكب التطورات والمستجدات العالمية.