تبينوا ..



بقلم | عادل النايف

“إعلامي ومستشار نفسي”

ظهر عبر و سائل التواصل فئة من الناس يدعون أنهم خبراء في علم النفس و يلقبون أنفسهم بألقاب و هم بعيدون عن هذا المجال كل البعد و لم يملكوا شهادة بعلم النفس أبدًاولم يتخصصوا و البعض منهم تجد لديه مشاكل نفسيه و إجتماعية و ربما أسرية ، علم النفس يا أحبتي علم جميل و يدرس في الجامعات و لكن هؤلاء المتطفلون من الناس على هذا المجال ، يسيئون لهذا التخصص ، فمن أعطاه الحق أن يسمي نفسه بهذا اللقب ، و يسوقون لأنفسهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي و ربما يراسلون القنوات كي تستضيفهم ، والعجب أن القنوات تقوم باستضافتهم من غير أن يتحروا عن سيرتهم الذاتيه شيئًا و أين يعملون ! و هل هم متصالحون مع ذواتهم و مع الآخرين !؟

فاقد الشيء لا يعطيه و أيضًا أتعجب من منصات إخبارية و تعليمية تنشر مثل هذه التفاهات ، و بعضًا من الناس ينقلها من باب الضحك ، لاشك هو من جعل نفسه اضحوكه للجميع ، و لكن لا يجب علينا نشر هذه التفاهات و يتضح لك عندما تحاور الجاهل مدعي المعرفة أنه ضعيف الحجة (و قوقل و اليوتيوب هو مصدر معلوماته للأسف) كما ذكرنا من قبل ليس متخصص بل متطفل و ناقل معلومة و قد تكون هذه المعلومة غير صحيحة و غير علمية ، و الأمر المزعج أنه ينتقد الشخص الذي أمامه و ليس نقده للفكرة أو الموضوع الذي قام عليه الحوار، و من هذا الأمر يعتقد أنه يتخارج من الموقف ، لست مجبورًا أن تضع نفسك في هذا الموقف و تدعي العلم و المعرفة .

لا تقلق من الشخص الذي لا يعرف يقرأ و لكن المشكلة في الشخص الذي لا يفهم ما يقرأ .

والأمر المزعج أنهم يثيرون الجدل و السبب معروف ، بحثًا عن الشهرة ، ألا يعلم هؤلاء الجهله أن الشهرة من السهل أن تحصل عليها عندما تملك هاتفًا ذكيًا ، ولكن أن تشتهر بأمر قبيح و تتحدث في أمور العامة و ليس لديك الثقافة و لا تملك المعرفة و ربما غير متصالح مع ذاتك و الآخرين ، هنا المشكلة .

لو عدنا كلمة الرو يبضة ؟
هو أن يتمكن التافه من الكلام ، مع أن الأصل أنه لا يتكلم إلا العاقل الحكيم .

الخوف من هؤلاء الذين لبسوا لباس العلم و المعرفة و لباس الحكمة و العقل و التوجيه ، و هم القاصرون الجاهلون الذين يتكلمون في أمور العامة .

و الصحيح يكون الحديث لصاحب العلم و المعرفة و الأدب ، لأنهم من ذوي العقول و ذوي المدارك و الآراء السديدة و أهل البصائر ..
يجب على وزارة الإعلام أن تضع قوانين صارمة على هؤلاء و يلزم المعد بتقرير كامل و مفصل عن الضيف .

و أيضًا تتعاون مع وزراة الصحة كي لايقوم أي شخص بتسمية نفسه مستشارًا أسريًا و نفسيًا إلا بترخيص من قبل وزارة الصحة و يكون متخصصًا بعلم النفس و يخضع لاختبار و مقابلة من قبل أطباء أو دكاتره مختصين من قبل وزارة الصحة ، لأن هناك من الناس من يصدق هؤلاء و يعتقد أنهم مستشارين حقيقيين و هم مجرد متطفلين فقط و لديهم أفكار تشتت و تهدم أسر كانت مستقره ، فالأمر ليس بالسهل .

أتعلمون ماهي أسوأ كذبه (عندما يكذب الإنسان على نفسه) و بعد ذلك يصدق هذه الكذبه و يسوق لها عبر وسائل التواصل و هذه المنصات ..
و كذلك يجب على المراكز تحري الدقة و البحث في السيرة الذاتيه لكل من يريد الانضمام و ماهو تخصصه الحقيقي و للأسف بعضًا من المراكز يريد هذه الفئة و يعلم بجهله ولكن يريد أن يعلم الجميع بهذا المركز عن طريق هذه المهاترات و هذه الإثارات المجتمعية .

أيضًا هناك من يظهر عبر القنوات و يتحدث قائلًا تخليت عن دراستي و اتجهت للمنصات في السويشال ميديا ، وكأنه يقول ليس للعلم فائدة ، العلم لاينتهي و رحلة العلم و المعرفة لاتنتهي ، العلم نور و سلاح نقضي به على الجهل و نورًا ينير ظلماتنا .

و للأسف هناك الكثير و الكثير من أصحاب المنصات الذين يتداولون تفهات البعض ، من المفترض عندما تصل لك يجب أن تقف عندك و تحاربها .

احذروا من هذه المنصات في وسائل التواصل الاجتماعي و لا تصدقوا كل أمرٍ يقال و لا تطرح قضيتك أو مشكلتك إلا على من هو مختص و مصرح له ، أصبح البعض مستشارًا و معالجًا و طبيبًا و دكتورًا في هذا الفضاء الإلكتروني .

أيضًا الحذر كل الحذر من الذين يعلنون عبر هذه المنصات و التأكد من صحة كلامهم و المنتج و المحتوى هناك شركات مصرح لها و يجب علينا أن نحصل على المنتج من قبل هذه الشركات المصرح لها ..
و للعلم مكانة فسبحان من جعل طلب العلم فريضة ..