العلاقات ..



اللإعلامي و الكاتب :  أ . عادل النايف

العلاقات بين الناس بعضها البعض تحتاج إلى ترتيب و يجب عليك إحسان الظن بالآخرين .

هناك عبارة هدمت الكثير من العلاقات الجميلة ..
(لم يسأل عني لماذا أسأل عنه) هنا غيبنا حُسن الظن و جميل الود .

عندما يغيب عنك شخص ما ولم يتواصل معك لفترة طويلة و بعد ذلك يحتاج إليك و يتواصل معك في أمر ما ، لاتقول الآن احتاجني بعد إنقطاع ، بل قدم له ماتستطيع من تقديم الخدمة ، لأنه يرى بك ذلك الإنسان النبيل الذي تقضى على يده حواج الناس بعد الله عزوجل ، فهنيئًا لك .

كما قال النبي الكريم عليه الصلاة و السلام :
(المؤمن يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس) نعم من المفترض أن نتواصل فيما بيننا و يكون حبل الوصال ممدود و حبل المودة مشدود ، ولانجعل مشاغل هذه الدنيا تبعدنا عن من نحب .

بادر أخي الكريم ، أختي الكريمة ، عن سؤال من تحب ، فالإنسان لايعلم متى يتوقف هذه القطار عند محطة الوداع .

لاينفع البكاء و لا الندم حين يقال لك من تحب قد رحل من غير عودة ، يا الله كم هذه الكلمة تفجع القلوب .

يقول علي بن أبي طالب :
تؤمل في الدنيا طويلا ولا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من عليل عاش دهرا إلى دهر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنا
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري

ومن أسمى العلاقة الإنسانية ، العشرة الزوجية .

قال تعالى {والله جعل لكم من أنفسكم أزواجًا و جعل لكم من أزواجكم بنين و حفدة}

وقال تعالى {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة و رحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}

‫من أسباب المشاكل وقطع العلاقات وشحن النفوس هو : ( نقل الكلام ، وتتبع الناس ، وخاصة بعد وسائل التشتت الاجتماعي وتلك المنصة التي تروج الخيبة ) فكونوا من الذين إذا حضروا أصلحوا فهكذا تحسنون وتذكر أن هناك فرق بين الصالح و المصلح ، و المصلح أفضل من الصالح .

الصالح صالح في نفسه و لنفسه صلاحه لايتعدى لغيره وهو الذي يصلح من نفسه ويهذبها في السلوك والأفعال والأقوال ، أما المصلح فيتعدى ذلك لغيره ، والمصلح صالح في نفسه ويدعو غيره للصلاح والإلتزام بالأخلاق الحسنة و السلوك المهذب في كل شيء من الأفعال والأقوال .

‫قال تعالى {وماكان ربك ليهلك القرى بظلم و أهلها مصلحون} ‬
قيل حينما تنمو الأظافر نقوم بقصها لا بقص أصابعنا وبالمثل عندما تكثر المشاكل يجب علينا قطع مشاكلنا لا علاقاتنا ، كن من أوائل المبادرين و بادر بإصلاح علاقتك .

نعم هناك البعض مصدر ازعاج و توتر لك ، هنا ، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
(اعتزل ما يؤذيك ، وعليك بالخليل الصالح ، وقلما تجده ، وشاور في أمرك الذين يخافون الله عز وجل)

البعض من الناس يفسدون كل ماهو جميل و أيضًا منهم من يتدخل في شؤونهم ، و منهم من يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله ، ليس هذا الأمر في المال فقط حينما يكون لك قبول عند الآخرين ، يحسدونك لهذا القبول ، احترم ذاتك ، يحترمك الجميع .

وكلام عمر بن الخطاب ليس معناه الانطوائية وإنما اعتزال فقط ما يؤذي وكل إنسان أدرى بما يؤذيه ، ومصاحبة الجليس الصالح ومشاورة من يخشى الله وإن قلوا .

وكما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، “لا تصاحب إلا مؤمنًا” و قوله تعالى : {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتا ليتني لم أتخذ فلانا خليلا * لقد أَضلني عن الذكر بعد إذ جاءني و كان الشيطان للإنسان خذولا} .

ربي احفظ لي أشخاصًا لا أرى جمال الدنيا إلا بهم ، يارب هم في حفظك و انت خير الحافظين ، وهم في ودائعك ، فسبحان من لاتضيع ودائعه .