الصين : أرحام روبوتية لأجنة بشرية ؟!



 

بقلم | فوزي الأحمدي

تم في الصين ابتكار روبوت خاص يتولى رعاية الجنين من خلال توفير البيئة الصناعية المناسبة له ، بل وأكثر أمانا وكفاءة من البيئة الطبيعية لرحم المرأة (الذكاء الاصطناعي) . طبعا يتم ذلك تحت مبررات شتى على وزن تجنب العيوب الخلقية وتراجع معدلات المواليد إلى أدنى مستوى لها منذ ستة عقود , والأهم من ذلك كله الحفاظ على جمال المرأة ورشاقتها ونضارة بشرتها ، وما تعانية المرأة أثناء فترة الحمل !! . أعتقد أن هذه المبررات لا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال , فالطب في الوقت الحاضر قد تطور بشكل كبير جدا ويمكن من خلال الأجهزة التقنية الحديثة أن يتم اكتشاف أي عيوب خلقية أو أمراض يتعرض لها الجنين ومعالجتها .

يبلغ تعداد السكان في الصين ما يقرب من (1,403) مليار نسمة , وبالتالي فإن هذا العدد الهائل من السكان مقارنة بمساحة الصين والتطور التقني والصناعي الذي تشهده الصين حاليا يعتبر فائض عن الحاجة . أعتقد أن للموضوع له صلة بسعي الصين نحو الهيمنة على العالم وبالتالي فإن هذه الأرحام الروبوتية سوف تعمل مثل ماكينة تفقيس البيض , تقوم بإنتاج الأطفال حسب الطلب أبيض , أسود , أشقر .. ؟! . إذا نجحت هذه التجربة في الصين فسوف تكون بمثابة الشرارة التي سوف ينطلق منها سباق التسلح عفوا (الأجنة) في العالم . خاصة في القارة الأوروبية التي تعاني من تراجع في نسبة المواليد , حيث هناك أكثر من (16) دولة أوروبية تجاوزت فيها نسبة الوفيات عدد المواليد ، وبالتالي سوف يشهد العالم الغربي واليابان طفرة في أعداد بنوك النطف والأجنة , ولن تكون هناك حاجة لاستئجار الأرحام الطبيعية .

المشكلة تكمن في أن هذه الدول سوف تتحكم بالأجنة الروبوتية جسديا وعقليا مثل أي سلعة يتم إنتاجها في المصانع (مواصفات واحدة) , بحيث يقومون بتنفيذ ما يتم تكليفهم به دون أي اعتراض , مثل حروب الوكالة والمهمات القذرة ولن يثير هذا أي اعتراض لدى الشعوب هناك ما دام أن هذه (الروبوتات) سوف تخوض المعارك بالنيابة عنهم كدروع بشرية وكاسحات الغام , بدلا من أبناء المهاجرين والمستعمرات السابقة الذين تم استغلالهم في الحروب الغربية , كما هو الحال في الحرب العالمية الأولى والثانية حيث تم تجنيد الملايين منهم وكان يتم وضعهم في الصفوف الأمامية , الغريب أن الأفلام الوثائقية والسينمائية لا تتطرق إلى هؤلاء , ولا نسمع إلا ببطولات القادة والجنود الغربيين .

أما في وقت السلم فسوف يتم استغلالهم وعلى نطاق واسع كقطع غيار بشرية وكفئران تجارب في كليات الطب والمعامل والمختبرات وشركات الأدوية والأسلحة البيولوجية دون أي وازع ديني أو ضمير إنساني , ولن تجد أي صوت للمنظمات الدولية العالمية (الإنسان , المرأة , الحيوان , الطفل) ؟! حتى لو نجحت التجربة الروبوتية في إنتاج الأجنة فأنها سوف تكون خالية من الدسم (المشاعر والأحاسيس) والتي لا يمكن اكتسابها إلا عن طريق الأم والرضاعة الطبيعية والتربية العائلية .