“السرج المذهب ” ..



بقلم | طلال الوابصي :

ظاهرة اجتماعية ناشئة مؤخراً وهي ظاهرة الألقاب الممنوحة لاشخاص سواء من المقربين منهم او هم من منحوا أنفسهم هذه الالقاب بدعوى المفاخرة والمدح بين الناس .

في الماضي كانت الألقاب والكُنى تمنح لاشخاص حسب مناسبات ومواقف معينه سواء مواقف بطولية وشجاعة وكرم وغيرها من المواقف التي كان لها أثر إيجابي على من حولهم وخلدها التاريخ إلى يومنا هذا .

ولكن ما يحدث في وقتنا الحالي انتشار الألقاب بطريقة مستفزة وغير واقعية والتي تحمل في صورها “هياط” جديد من نوعه في تلميع أشخاص واظهارهم بمظهر يفوق واقعهم الحقيقي ولعل انتشارها في المجتمع القبلي بالذات أضفى عليها تمجيداً واسعاً في معظم المناسبات الاجتماعية بوجود المرتزقه الذين يحيطون باصحاب الألقاب الخنفشارية .

حقيقة أجد حرجاً في منادات ذلك الشخص بلقبه وأنا أعرف أنه برى من صفات هذا اللقب كبراءة الذئب من دم يوسف وأخشى عند مناداته بلقبه انه يصاب بداء العظمه و البارانويا حتى اودعه ويعود لوضعه الطبيعي .

انتشار هذه الالقاب أحدثت ردة فعل عند الكثيرين سواء بين رفض او قبول واعتبرها البعض أنها مدعاة للتفرقة وإحداث خلل اجتماعي في تمجيد آخرين عن آخرين وأحداث فجوة اجتماعية .

تطور تداول الالقاب ممزوجاً بالصور والشيلات جعلنا نظن فعلاً أن هذا الفارس الملقب بفارس القبيلة الفلانية خاض من المعارك أكثر مما خاضها سالم الزير .

يجب اغلاق دكاكين بيع الألقاب وإيقاف حمى الألقاب وابقاء الألقاب الاكاديمية او المهنية او الالقاب التي تمنح بصورة رسمية ، حتى لا يأتي يوماً وتصبح فيه الألقاب كالأوسمة التي تباع عند محلات البدل العسكرية يستطيع الهارب من المعركة شراء نوط الشجاعة .

ولا ننكر ان هناك اشخاص يستحقون تلك الألفاب ولا خلاف عليهم ، وهناك من لا يستحقها ولن تغير تلك الألقاب من حقيقتهم شيئاً فهي مجرد ألقاب كالسرج المذهب الذي لايجعل من الحمار حصاناً .