“الحرب الأهلية في ليبيا” المجاهد عمر المختار الغائب الحاضر



بقلم / فوزي محمد الأحمدي

في خضم الحرب الأهلية في ليبيا والتي ما زالت تستعر بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في (طرابلس) ، وبين الجنرال المتقاعد حفتر (بنغازي) , نجد أن الشيخ عمر المختار شيخ المجاهدين في ليبيا خلال فترة الإحتلال الإيطالي لليبيا هو الغائب الحاضر على هامش الحرب ، كل أطراف الصراع تدعي وصلا بليلى (المختار) , وفي المقابل لو عاد المختار إلى الحياة سوف يعلن البراءة من الجميع (الأحفاد) ! .

إذا أردنا أن نتعرف على أبعاد أي قضية سياسية لا بد من أن نتعرف أولا على حقائق الجغرافيا ووقائع التاريخ (ديغول) . يبدو أن التاريخ يتكرر في ليبيا وبكل التفاصيل ؟! , حكومة الوفاق في طرابلس والغرب الليبي تدعمها تركيا , وحفتر تدعمه إيطاليا وفرنسا والقبائل الليبية ! ، أسد الصحراء عمر المختار الذي جالد الطليان في أكثر من ألف معركة ولمدة عقدين من الزمان كانت تدعمه الدولة العثمانية ويحظى بالدعم من طرابلس ومصراتة والغرب الليبي (مواقع حكومة الوفاق حاليا) , بينما كانت إيطاليا تحظى بدعم القبائل الليبية في سرت وشرق ليبيا معقل حفتر حاليا المستنقع الليبي جذب إليه أطراف أخرى مثل فرنسا وروسيا والمانيا واليونان , ودول أخرى ليس لها في الحرب ناقة ولا جمل (أدوات)  بإعلان فرنسا اليوم عن إنسحابها من عملية (إيرني) في البحر الأبيض المتوسط والتي تستهدف منع تدفق السلاح إلى أطراف الصراع عفوا (حكومة الوفاق) , يعني هذا فشل العملية وانسحابها من حلبة الصراع بل وتبرأت من حليفها حفتر , خاصة بعد موقف إيطاليا المتأرجح بين هذا الطرف وذاك . روسيا الطرف الذي يثير قلق الجميع في الغرب عدا فرنسا (النفط) ؟!

يبدو بأن هناك جولة جديدة قادمة من المعارك في سرت والجفرة والتي سوف تقرر مصير الصراع في ليبيا بشكل كبير , بعد ذلك سوف يتبعها نوع من التموضع لأطراف الصراع ، وقد تستمر لفترة من الزمن يتخللها العديد من المفاوضات السياسية التي سوف تفضي بدورها إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية  في الداخل الليبي سوف يكون الخاسر الأكبر (حفتر) بعد أن إحترقت جميع أوراقه , وسيف الإسلام القذافي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية فرنسا وبعض دول الجوار حاولوا اللعب بورقة القبائل على الطريقة الأفغانية (لويا جيرغا) ولكن هذه الورقة إحترقت بسبب ضعف القبائل الليبية ووقوفها إلى جانب المهزوم (مظلة إجتماعية)  فرنسا الخاسر الأكبر (الهلال النفطي) .

يقول المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا إن غالبية أعضاء مجلس الأمن كانت تدعم حفتر ولا تؤيد وقف إطلاق النار (النفط والغاز) الآن هم نفس الأعضاء الذين يطالبون بإيقاف اطلاق النار (السلام) بعد أن خسروا الرهان .