“التعلم المدمج ” هو الحل الأمثل لما بعد كورونا



بقلم: راندا موسى

في ظل الظروف الطارئة التي تعرض لها العالم أجمع، على حد سواء، من دول العالم المتقدم و دول العالم الثالث، جراء تداعيات “فيروس كوروناVirus Corona (covid-19) 2020 ” ، وتأثير هذه التداعيات على العملية التعليمية، والاصوات التي تنادي بتوقف الدراسة حتى لا ينتشر المرض وحفاظا على سلامة الجميع، وأصوات أخرى تنادي بالتعلم الإلكتروني، للاستمرار في العملية التعليمية وتجنباً لمخاطر توقف الدراسة بمختلف المراحل الدراسية، لأن التعليم عملية تراكمية، ولو فقدنا أي مرحلة من مراحلها اختل توازن المراحل التالية لها.

وسط كل هذا الزخم، والتخبط في الآراء، وترك المجال لكل من هو غير متخصص بالمجال لإبداء رأيه، وغير آبه لأية عواقب تضر بالعملية التعليمية فيما بعد، دعونا نطرح رأي من آراء اهل الاختصاص، مَنْ هم يقومون بالفعل بالتدريس التقليدي Traditional Education بالفصل الدراسي وجهاً لوجه F2F، (التمس منكم العذر في كتابة بعض المصطلحات باللغة الإنجليزية حتى لا يتم الخلط في المفاهيم لأنها مترجمة)، وكذلك يمارسون التعلم الإلكتروني E-Learning.

فمن المؤكد ان “فيروس كورونا” قد أثر تأثيراً كبيراً في الخطط المستقبلية للعملية التعليمية، ومن يتغافل عن ذلك كأنه يتجاهل ضوء الشمس في وضح النهار، ما بعد “كورونا” يجب ان يتضمن خليط من التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني، وهو ما يُعرف بالتعلم المدمج Blended Learning، فلا يمكننا الاعتماد على التعلم التقليدي وحده كما كان، لأنه ثبت لدينا بالدليل رغم ما به من مميزات، إلا أنه غير مناسب في الأزمات والكوارث، كما أننا لا يمكننا الاعتماد على التعلم الإلكتروني كلياً، بالرغم من مميزاته العديدة التي تعالج سلبيات التعلم التقليدي، إلا أن لديه سلبيات ترتبط بالتكنولوجيا والبنية التحتية ومهارات الفرد، لذلك يجب أن تكون النظم التعليمية في الفترة القادمة مؤسسة على التعلم المدمج او ما يُعرف بالتعلم المختلط، وسمي كذلك لأنه خليط من التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني.

التعلم المدمج Blended Learning هو الحل الذي يفرض نفسه في الفترة القادمة، وهو ببساطة يوظف ويدمج مميزات التعلم التقليدي والتعلم الإلكتروني، وهذا هو المطلوب في الخطط المستقبلية لما بعد “كورونا”، وهنا تحضرني فكرة حتمية وهي أننا نجعل يوم أو يومين من الأسبوع الدراسي تعلم عن بُعد، لا يأتي المعلم أو المتعلم للمبنى التعليمي، ويتم تنفيذ الجدول الدراسي المعتاد ولكن عن بُعد، وبتوظيف الفصول الافتراضية، أما باقي أيام الأسبوع يكون تعلم تقليدي، ممزوج بتعلم إلكتروني متمثل بالفيديو التعليمي، والملفات التفاعلية، والاختبارات الإلكترونية، والمهام والأنشطة الجماعية والتشاركية بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي ما بين المتعلمين، أو ما بين المعلم والمتعلمين، وبذلك نكون عالجنا سلبيات كل نظام على حدة بمميزات النظام المقابل له، ونكون قد دربنا المعلم والمتعلم على التعلم الإلكتروني عن بُعد في حال الأزمات والكوارث، فيكون الانتقال سلس وسهل الى التعلم الإلكتروني الكامل Fully On Line.