إلى متى ! ؟



بقلم | عادل النايف .. 

(إعلامي و مستشار نفسي و أسري)

ظهرت ظاهرة في الأوقات الأخيرة ألا وهي ظهور الذين لايملكون العلم و المعرفة عبر التلفاز و عبر منصات التواصل الاجتماعي بشكل غريب و مزعج ، و الذي يزيد الأمر غرابة هو ظهورهم عبر القنوات و تواجدهم المستمر عبر المنصات وهذا يدل على أنهم فارغين تمامًا لا محتوى ولا أشغال خاصة لديهم ، فقط بحثًا عن الشهرة ، ألا يعلمون هؤلاء أنه بإمكان أي فرد الوصول للشهرة عندما يمتلك هاتفًا ذكيًا ، وبعضهم يلجا إلا مقولة(خالف تعرف) أي أن يأتي بغير المألوف .

أقف متعجبًا من بعض القنوات عندما تستضيف من يدعي أنه مستشارًا عقاريًا و مستشارًا أسريًا و محللًا ماليًا و خبيرًا عقاريًا و باحثًا في كذا و كذا .. و هم في الحقيقة بعيدون كل البعد عن هذه المجالات و ليسوا متخصصين و لا دارسين و لا ممارسين ، أليس هذا أمرًا خطيرًا !؟

لماذا تتم استضافتهم !؟
من المفترض أن يتحروا عنهم و يبحثوا في سيرهم الذاتيه ، قديكون من يدعي أنه عقاريًا لايملك منزلًا ، و من يدعي أنه مستشارًا أسري لديه تفكك أسري و مشاكل نفسيه و أسرية و غير مرحب به من قبل الجميع و ربما لديه مشاكل في كل مكان ومحرر البحث قوقل هو مصدر معلوماته ، فقط يحفظ ، وكلنا نعلم أن محرر البحث قوقل غير دقيق و هناك أشياء مغلوطه و غير صحيحة ، و من يدعي أنه محللًا ماليًا غارقًا بالديون ، و من يدعي أنه باحثًا في مجال معين قد لايملك المعرفة ، فقط ناقل معلومة .

و الأمر الذي أحزنني كثيرًا هو انضمام بعضًا من مشاهير السوشيال ميديا “ونتحفظ على كلمة مشاهير” إلى القنوات الفضائية و ربما غير سعودي ، إما في مجال البرامج أو الإذاعة أو التمثيل و غيرها ، قد لايملك شهادة ولا مهارة و لا خبرة و ربما ليس لديه قبولًا يحظى به .

لماذا يرحب به و ربما يعرض عليه ، هل لأنه شخص “ساذج” ولديه عدد من المراهقين و من هم على شاكلته ، و هل أصبح العلم و المعرفة يقاس بالعدد و الكم ، في الحقيقة ليس لديه محتوى هادف ، ولا يضيف للعلم و المعرفة شيئًا ، بل العكس مضيعة للوقت و هدم للقيم .

نريد وقفه من وزارة الإعلام و الهيئة العامة للإعلام المرئي و المسموع ، أن تمنع هؤلاء مدعي المعرفة و أن يكون هناك تصريح من قبل وزارة الصحة على من يدعي أنه مستشارًا أو معالجًا و كذلك وجود النيابة العامة أمر مهم جدًا ، لأن من هؤلاء من يبث بثًا و يتحدث بأمور لايفقه بها و غير متخصص كم ذكرنا من قبل ، وهذا أمر بغاية الخطورة ، هل هذا هو زمن الرويبضة !؟

يقول الكاتب ‬⁩ الكندي آلان دونو
‏في كتابه الشهير “نظام التفاهة”
‏إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم
‏و أن التافهين أمسكوا بكل شيء ، بكل تفاهتهم
‏وفسادهم ، فعند غياب القيم والمبادئ الراقية
‏يطفو الفساد المبرمج ذوقًا وأخلاقًا وقيمًا ، إنه زمن الصعاليك الهابط و كلما تعمق الإنسان في الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازداد جماهيرية وشهرة …

(لاتصنعوا من الحمقى مشاهير) ..
و أقول “ليس هناك جاهلًا إلا برغبته” بمعنى ليس لك عذرًا و من الواجب علينا محاربة هؤلاء و عدم تناقل ما يفعلون و تجاهلهم تمامًا ..
متى ( ندرك خطر هؤلاء ) ؟

لانريد الإعلام أن يصل بنا لهذا الأمر ، و لا نريد أن يتحول الإعلام إلى وسيلة إعلان ..

،الإعلام منبر جميل و نحن في ظل حكومتنا الرشيدة حفظها الله ، نسعى لكل ماهو مشرف و مثمر يخدم الدين و الوطن و المواطن ، وفي رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، و ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، تزدهر المملكة و تتطور ، لن أقول كل عام ، بل كل يوم تتطور و تنعم .

و يكفينا شرفًا أن مملكتنا الحبيبة كل عام تستضيف ضيوف الرحمن من كل حدبٍ و صوب ، و ذللت حكومتنا الرشيدة حفظها الله جميع الصعاب للحجاج و المعتمرين .

وقبل الختام ، أرجوا أن لايظهر عبر الإعلام بأنواعه المرئي و المسموع و كذلك المنصات الخاصة إلا من هو متخصص بالفعل و كل محتوى هادف ، هناك النساء و هناك الأطفال و هناك المراهقين من أبناءنا ، نخاف عليهم من هؤلاء الجهلة .

خصصوا وقتًا لأولادكم و كونوا متواجدين في منازلكم لوقت أكثر ، و كن قريبًا من أسرتك ، علموا أولادكم حفظ القرآن الكريم ، و شجعوهم على القراءة ، علموهم أهمية الوقت ، و الاستثمار الحقيقي في أولادكم .

عزيزي القارئ : من الذي أتى ببرنامج السناب شات و ماهي حكاياته ، من الذي أتى ببرنامج التيك توك و الانستقرام و غيرها ، من البرامج ، يجب أن تعرف حكاياتهم و ماهي الأسباب ، بعض ما ينشر في السناب أمر غير مستحب أبدًا و لنا مقال سابق عن و سائل التواصل الاجتماعي ، و بعض ماينشر في برنامج  تيك توك ، أمر مزعج و هدم للقيم و بعد عن الدين ..

أين رب الأسرة عن أسرته ، أين دوره الحقيقي ، تأكد أنك مسؤول و لا تجعل نظرية القطيع منهجًا لك .

كذلك أمرنا ديننا الكريم بالستر ، أقف متعجبًا لمن يجعل نفسه فرجة للغير ، أين الخصوصية !؟

وهناك من في قلبه مرض أو مصاب بمرض وهو تتبع الناس و أخبارهم في وسائل التواصل الاجتماعي عبر السناب أو الحالات و هذا بالحقيقة مرض يستدعي العلاج .

عزيزي لو كنت عزيزًا لديه لأخبرك بنجاح معين يخصه أو ما يجعلك تفرح له ، فلماذا تتطفل عليه وعلى الآخرين .

بدلًا من أن تضيع وقتك في متابعة الآخرين و تفاهتهم ، عليك أن تتطور من ذاتك و تحقق النجاح الحقيقي و أن تجعل لك طريقًا للنجاح و تحقق أهدافك ، و تأكد أن النجاح أو الأمر الذي وصل له غيرك و نجح به ، ليس صعبًا عليك ، فقط ضعها بالفعل و توكل على الله .

ومن نعم الله علينا نعمة الإسلام و نعمة العقل الذي خص الله به سبحانه و تعالى عباده المسلمين عن باقي مخلوقاته ، فلا تضيع عقلك بفعلك ..

ونحمد الله أنه أنعم علينا بنعمة الإسلام و صحة الأبدان .