أنا أبادر … إذن أنا موجود



بقلم الأستاذة : مها البدر

في التسعينات كان التعليم تقليديا جدا من حيث الأساليب التدريسية
والممارسات التعليمية
وحتى الأنشطة الصفية واللاصفية .
ولكننا تعلمنا
و اجتهدنا
في الزمن الزاخر بأسئلة الوزارة أو ما كان يسمى حينها بالرئاسة العامة لتعليم البنات ،
إن برامج النشاط الطلابي في تلك الحقبة كانت مملة ومواضيع الإرشاد مكررة في جميع المراحل الدراسية فما يتم الحديث عنة في المرحلة المتوسطة يتكرر في الثانوية .
يتبدل الشعور بداخلي بين الفخر بأننا استطعنا الحصول على نسبة مرتفعة رغم صعوبة الدراسة حينها فلا وعي بالشبكة العنكبوتية واستخداماتها ولا تطبيقات الأجهزة الذكية بين أيدينا
وشعور الحسرة بأنني وجيلي لم نحظى ببرامج وأنشطة صفية ولا صفية تنمو فيها ومواهبنا وتزدهر أو حتى تتوالها الرعاية من قبل ذوي الاختصاص فتثمر .. فلا مسابقات علمية ولا مؤتمرات ولا مسابقات حوارية
ولا مساهمات فنية .
الوضع مع تطور التعليم أصبح في خدمة الطالب وإن أجحفت بعض الممارسات بحق المعلمين والمعلمات فبالرغم من تعدد الطرق أمام الطالب لتحسين مستواه إلا أن المعلم هو المتهم بضعف مستواه .
وبدون الحديث عن المنظومة وتبعاتها على العلاقات الإنسانية داخل المؤسسات التعليمية
ونشرها لمفهوم الأنانية بشكل كبير حيث يرغب الكل في الظهور والتميز وثقافة التوثيق
التي أرهقت كواهل المعلمين والمعلمات وبين الأعمال التي ضاع فيها الأجر بحثا عن التوثيق .
فممارسة ما يسمى ب ” المبادرات ” وان كان المعنى الأكثر شيوعا للكلمة هو الإسراع
ولعل ماحدث منها كان من الإسراع دون التفكير المسبق
فطرح مفهوم المبادرات في التعليم العام وإن كان الهدف منه خدمة العملية التعليمية
ولا نستطيع نكران ذلك
ولكن ما لم يوفق فيه من في التعليم هو عدم التنظيم والتخطيط تحت شعار
” أنا أبادر .. إذن أنا موجود ” فالكل يتنافس في المبادرة من إدارات وأشخاص
دون التفكير في العبء على من هم في الميدان ويطالبون بتنفيذ المباردات في ظل
بحث الوزارة عن الحلقه الأضعف ” نواتج التعليم ” والتحصيل المنخفض

ومن هنا اقترح التقليص من عدد المبادرات من الإدارات والإكتفاء بمبادرة
واحدة يتم التخطيط لها من بداية العام وتخدم جميع الجهات وتناسب جميع
المناسبات وبذلك نستطيع تحقيق الأهداف المرجوة و التخفيف على منسوبي
المؤسسات التعليمية وتفرغهم للهدف الأهم نواتج التعلم والتحصيل الدراسي
ويصبح شعارنا ” نحن موجودن ..مبادرون .. لكل مامن شأنه أن يخدم ويرفع ويعلي هذا الوطن.