أمين الأمم المتحدة يدعو إلى “عالم أكثر استدامة” بعد كورونا



بدأت الجمعية العامة للصحة العالمية أعمال دورتها الـ٧٣، اليوم ، والتي تستمر على مدى يومين لأول مرة بشكل افتراضي، وتناقش عدداً محدوداً من الملفات على رأسها جائحة كورونا.

ويطرح خلال الدورة العديد من مشروعات القرارات للتصويت عليها من قبل الدول الأعضاء تتعلق بكوفيد ١٩ والتحقيق في أصل الفيروس الحيواني، ومشروع قرار للاتحاد الأوروبي حول إتاحة اللقاحات والعلاجات الخاصة به لجميع دول العالم في نفس الوقت دون قيود براءات الاختراع.

كما تناقش الجمعية ميزانية منظمة الصحة العالمية بعد تعليق الولايات المتحدة الأمريكية لمساهمتها فيها والبالغة ١٥٪ من إجمالي الميزانية.

وفِي افتتاح الدورة، دعا أمين عام الأمم المتحدة انطونيو جوتيريز، إلى الوحدة والتضامن في مواجهة التهديد العالمي الذي يمثله وباء كوفيد ١٩، وإعادة بناء عالم أكثر استدامة بعد انتهاء الأزمة، مشيراً إلى أن الدول اتبعت في مواجهة الوباء استراتيجيات مختلفة ومتناقضة في بعض الأحيان، وتجاهلت العديد من البلدان توصيات منظمة الصحة العالمية، مما تسبب في انتشار الفيروس في جميع أنحاء العالم وجعل الجميع يدفع الثمن باهظا ، والآن ينتقل الوباء إلى الجنوب حيث قد يكون أثره أكثر تدميراً.

وأكد “جوتيريز” أن منظمة الصحة العالمية لا غنى عنها، وأنه إذا لم يسيطر العالم على منع انتشار الفيروس فلن يتعافى الاقتصاد أبداً.

ودعا إلى أن تتضمن مواجهة الجائحة استجابة صحية واسعة النطاق منسقة وشاملة بإشراف منظمة الصحة العالمية، مع التركيز على التضامن مع الدول النامية وزيادة الموارد المتاحة لها، واستكمال ذلك بالاستجابة الإنسانية، والاستثمار في خدمات الصحة النفسية لدعم الزيادة الهائلة في المعاناة النفسية التي سببها هذا المرض وكذلك اتخاذ التدابير اللازمة لمعالجة الأثر الاقتصادي والاجتماعي الخطير لتلك الأزمة.
وأشار إلى أنه دعا مجموعة العشرين للنظر في حزمة تحفيز منسقة وواسعة النطاق بنحو ١٠٪ على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وزيادة دعم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وأضاف “جوتيريز” أن هذه الجائحة تمثل فرصة لإعادة البناء بشكل مختلف وأفضل بدلا من العودة إلى النظام العالمي غير المستدام، ومعالجة العديد من المشكلات كالمناخ والانتشار النووي وهشاشة الأمن السيبراني وسد فجوات نظم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة، مؤكدا على ضرورة أن تؤدي إعادة البناء إلى المزيد من المساواة والشمول لمجتمعات أكثر استدامة وأقوي وأكثر مرونة.

وخلص إلى القول: بعد انتهاء الوباء سيأتي الوقت الذي نفهم فيه كيف ظهر المرض وانتشر دماره بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم، وكيف كانت ردة فعل جميع المعنيين بالأزمة، واستخلاص الدروس المستفادة للتصدي بفعالية لتحديات مماثلة قد تنشأ في المستقبل، ولكن الآن يتعين على المجتمع الدولي العمل المشترك لوقف هذا الفيروس وعواقبه المدمرة”.