أسناننا تستحق لثة صحية



بقلم : غادة أبو القمصان

عندما نتحدث عن جمال الأسنان واهتمامنا بها, لا يكفي ذلك عمل ابتسامة جميلة, او تبييض للأسنان, أو إزالة التصبغات, هذه المعالجات ماهي إلا معالجات كمالية تزيد من جمالنا, ولكن علينا ألا ننسى أمراً في غاية الأهمية, وهو كيف نحافظ على هذه الأسنان الطبيعية الربانية؛ لأطول مدة ممكنة, بحيث نصل لعمر ما ونحن نحتفظ بأسناننا الطبيعية, وليس فقط بابتسامتنا, ولفعل ذلك يجب أن نراعي كثيراً من الأمور التي هي أكثر أهمية من مجرد تصبغ أو ابتسامة.

المعظم يشتكي ويعاني من وجود الدم خلال التفريش ومنهم بدون التفريش, ولذلك يلجأ الكثير للطبيب الصيدلي يطلب منه معجوناً لحل هذه المشكلة, وينسى تماماً أن حل هذه المشكلة ليس فقط باستخدام معجون أسنان أو غسول فم, وإنما هو أمر آخر, يجب دوماً علينا قبل أن نبدأ بحل مشكلة ما سواء صحية أو غيرها, أن نبدأ بالمُسبب, و طالما بدأنا بالمُسبب وعرفنا ما هو, يسهل علينا جداً حل المشكلة وبأقل الخسائر الممكنة, ولكن قبل نبدأ بموضوعنا, يجب أن تعلم أيها القارئ أهمية هذا الموضوع:

أنه من الأمور التي لو غفل عنها البعض وليس هذا الأمر شامل جميع من لديه نزيف لثة , لفقد أسنانه مبكراً.
أنها من أهم أسباب رائحة الفم الكريهة, التي يتم محاولة معالجتها دوماً بعلك أو ما شابه ذلك وبلا جدوى.
أنها أحد الأسباب التي يمكن أن تشعرك بأنك تعاني من ألم حاد في الأسنان, ولكنه ألم كاذب, ما هو إلا ألم مستمد من اللثة.

ولهذا الموضوع تفرعات عميقة, لا يمكن أن يشملها مقال, ولكن لنختصر المفيد والأكثر أهمية, وما غير ذلك فارجع لطبيبك واستفسر منه, ولن يردك خائب, فلذلك دعونا نطرح بعض الأسئلة المهمة التي تدور في الأذهان, ما هو نزيف اللثة؟, وماهي أسبابه؟ وكيف نعالجها؟ وهل جميع المسببات يمكن معالجتها؟

أولاً: لنعرّف ما هو نزيف اللثة؟
هو عبارة دم (فاسد), محمل بالميكروبات, لذلك يخرج من اللثة, حتى لا تحتفظ اللثة بالميكروبات داخلها, ويحدث هذا النزيف بسبب ملامسة اللثة سواءاًبالفرشاة أو أحياناً بالإصبع, أو عند الأكل (خاصة المأكولات القاسية كالمكسرات), وأحياناً فقط عند طبيب الأسنان.

ثانياً: ماهي أسباب نزيف اللثة؟
هنالك أسباب كثيرة لنزيف اللثة ولكن من أهمها:

1. التهاب اللثة, وذلك بسبب عدم المحافظة على نظافة الفم بالطريقة الصحيحة الدورية, حيث تبدأ بقايا الأطعمة التي يمكن أن لا ترى بالعين, بالمكوث بين الأسنان وعلى أطراف اللثة, وتبقى مدة طويلة حتى تبدأ بالتحول لمادة البلاك البيضاء ومن ثم تتحول لمادة الجير, وبين هذه المراحل أيام طوال, وهذا يسبب بتعفن بقايا الطعام وتكوين بيئة بكتيرية تضر أنسجة اللثة, وتبدأ بالنزيف بدايةً بكميات قليلة  ومع الوقت تزيد, وبذلك تضر رائحة الفم أيضاً وليس ادماء للثة فقط.
2. التفريش الخاطئ للأسنان, وذلك يكون باختيار فرشاة اسنان غير مناسبة, بمعنى انها يمكن ان تكون قاسية وتعمل على جرح اللثة, أو الطريقة الخاطئة للتفريش, حيث يمكن أن تقوم بضرب اللثة في مكان ما اكثر من غيره والقسوة على اللثة في التنظيف يجبر اللثة على ان تنزف, والطريقة الخاطئة التي لا تعمل على التنظيف ويتوهم الشخص بأنه يفرش أسنانه لكن في الواقع لا لا يزيل من بقايا الأطعمة إلا قليل جداً بسبب عدم التفريش بطريقة صحية.
3. بعض الحشوات التي يمكن أن تكون ذات سطح خشن, او تكون أكبر من حجمها المفترض, خاصة الحشوات التي تكون في جوانب الأسنان (أي بين الأسنان), يمكن أن تساعد هذه الحشوات في إلحاق الضرر باللثة لأنها عامل قوي في تجميع بقايا الأطعمة.
4. بعض التركيبات الثابتة, كالابتسامة أو التيجان التي يقوم تركيبها الأطباء على الأسنان الخلفية والجسور, التي يمكن أن تكون المادة المصنوعةمنها لا تتناسب مع طبيعة الشخص نفسه رغم انها مناسبة للكثير, وايضاً بإهمال نظافتها يمكن أن تكون عامل مهم وقوي في تجميع بقايا الطعام, كما انها يمكن ان تكون أطرافها خشنة الملمس وتساعد في تجميع بقايا الطعام حتى وان كان الفرد يهتم بالتنظيف, إلا أنّ يمكن بعض الأماكن لا يصل لها بطريقة صحيحة.
5. التركيبات الجزئية المتحركة, وهي التركيبات التي تعتمد على ارتكازها على الأسنان المجاورة, ويمكن للفرد أن يخلعها ويعاود تركيبها من ذات نفسه, وهذه التركيبات يمكن ان تساعد في نزيف اللثة عند عدم انتظام المريض بتعليمات طبيبه بطريقة تنظيف هذه التركيبة والعناية بنظافة الفم كاملاً, والمواظبة على المراجعات التي تشمل فحص اللثة وسلامتها.
6. ممكن أن يكون المريض متبع للتعليمات الصحيحة في رعاية نظافة الفم, ويقوم بما يجب أن يقوم عليه كل فترة بزيارة الطبيب لعمل تنظيف شامل, ولكن يوجد أيضاً نزيف, هنا يكمن السبب في الأمراض الجهازية, أو نقص بعض الفيتامينات, وهنا يجب أن تُعلم طبيب الأسنان خاصتك, ليقوم بعمل الفحص اللازم, وارسالك لعمل الفحوصات التي تكشف المسبب ومن ثم يبدأ العلاج.

ثالثاً: كيف يمكن معالجة نزيف اللثة؟ وهل جميعها يتم معالجتها؟
قبل أن نسرد معالجة كل سبب من الأسباب السابقة, يجب أن نعلم أن المعالجات دائماً أمرها نسبي وذلك يعود على المريض نفسه, لأن ليس كل جسد كالآخر في تقبله للعلاجات, وأيضاً ليس كل فرد يتبع التعليمات بالطريقة التي يجب أن يقوم بها.
فلذلك لا نعيب الطبيب, فنحن أطباء أنفسنا قبل أي طبيب, ولذلك سأبدأ بسرد طريقة معالجة كل سبب من الأسباب السابقة, ولكن يجب أن تستعين بطبيبك المعالج, حتى يحدد السبب الذي تشتكي منه ومن ثم يتابع معك المعالجة, وإلا يمكن جداً أن لا تستفيد.

1. النظافة الفموية, علاجها يكمن في مرحلتين , الأولى يجب زيارة طبيب الأسنان وعمل تنظيف وتلميع للأسنان, ومن ثم المواظبة على تنظيف الأسنان اليومي بالفرشاة والمعجون, لا تقل عن مرتين, ويجب استخدام خيط الأسنان ليس كعامل مساعد وانما عامل اساسي في نظافة الفم, ومن المهم أيضاً المواظبة على زيارة طبيب الأسنان كل فترة لتنظيف الأسنان العميق وهذه للجميع ويحددها الطبيب المعالج.
2. يجب اختيار فرشاة الأسنان المناسبة وذلك باستعانتك بطبيبك, وأيضاً يجب أن تراعي عدم استخدام الفرشاة بطريقة خاطئة تؤدي إلى أذية اللثة, كالضغط عليها بقوة , كما أن يجب مراعاة تفريش الأسنان بالطريقة الصحيحة, فمعظم الناس تقوم بتفريش اسنانها بطريقة خاطئة مما تؤدي لانسحاب اللثة وتآكل جذور الأسنان, لذلك يجب على الفرد اما سؤال طبيبه عن الطريقة الصحيحة, او يمكن مشاهدة مقاطع على الانترنت تساعد على فهم الطريقة الصحيحة في تفريش الأسنان.
3. ليتم معالجة مشاكل الحشوات, والتركيبات الثابتة, يجب أولاً أن يثبت أنها المسبب, وذلك عن طريق عدة اسباب واهمها أن تلاحظ أن النزيف من منطقة محددة تحوي أحد الأسنان المعالجة بحشوة سابقة أو تركيبة ثابتة, وليس كل اللثة, ويتم ذلك بملاحظة منك وبعد مراجعة الطبيب والاستفسار منه, فبعد الفحص السريري, يتم اخبارك من قبل طبيبك أنه المسبب أو لا وإن كان المسبب سيتم معالجته بالطريقة المناسبة من قبل الطبيب.
4. التركيبات الجزئية الثابتة يتم معالجتها بانتظام المريض بتعليمات طبيبه بطريقة تنظيف هذه التركيبة والعناية بنظافة الفم كاملاً, والمواظبة على المراجعات التي تشمل فحص اللثة وسلامتها.
5. الأمراض الجهازية أو نقص الفيتامينات المسببة للنزيف, فيتم معالجة مشكلة النزيف بعدما يقوم طبيبك بعمل الفحص اللازم, وارسالك لعمل الفحوصات التي تكشف المسبب ومن ثم يبدأ العلاج.