وقار العشرين ..



بقلم | بشاير الروقي

في السنة الحادية والعشرين من عمري الذي بدأت به دونك لمحت أول شعرة بيضاء وحيدة في سواد شعري الكثيف ، اذعرتني وأصابني منها القلق .

كيف لذلك فأنا لم أزل في مقتبل عمري !! مما زاد رهبتي الأمر ليس بالوراثة العائلية ولم يكن سوء تغذية أو نقص الميلانين .

اشغل ذلك فكري ولا أبالغ حين أقول أقلق راحتي ، لدي مخاوف من تقدم العمر وظهور أي من علاماته تلك ولكن ليست بهذه السرعة وبهذا العمر من عمري ، أنا لا أخفيك قد تخلصت منها بعد مدة تفكير بسيطة لتعود بعد فترة ليست بالطويلة ولكنها لم تكن الوحيدة بل وكأنها ترفع أمام عيني سبابة تهديد ألا أكرر ما قمت به حتى لا تأتي بأخريات أكثر يشاركنها صنع مخاوفي استسلمت لها أما هي قد وفت بما وعدت فأصبحت أراهم في ازدياد وتزايد .

أصبحت أعلم أسباب ظهورها التي لم تعد مجهولة بالنسبة لي ولم يكن شيئاً منها في يدي جميعها خارج إرادتي ورغباتي وسبب انهزاماتي .

أفكر كثيراً ، أسرح بك أكثر ، أنا أحزن ، تختنق بي العبرات ، تائه النظرات ، حائرة الخطى ، ألزم الصمت ، أفتقدك … نعم أنا أفتقدك و بدأت متيقنة بأن كل تلك العلامات المرهقة الغير محببة لي كانت بك ومنك .

أرهقني الفقد ، وأقلق سكناتي الشوق ، تزلزل كياني أغنية ، ويستفز شعوري عازف عود .

جاد بي غيابك عندما أصبحت باللقاء بخيلاً وكيف لذلك أن يحدث فلم يتبقى لي منك سواء عطر وأغنية وقهوة مازالت كما اعتدتها معك مُـرة أخبرتني ذات مرة بأنك تضع بها السكر حين تفتقد حديثي افترقت الطرقات والدروب .

إذن أنت تضع السكر لقهوتك المُـرة وأما عني أكسبني غيابك وقار العشرين في عامي التاسع والعشرين .