« الراية » في لقاء خاص وحصري مع الشاعر « نايف العراك »



في كل مكان من أرجاء هذا الوطن وفي كل شبر منه ، مواهب ورجال سطروا لهم تاريخ لشهرة بدأت معهم من مرحلة نقطة الصفر واستمر عطاء مخزون فكرهم الثري بجزالة مفردات كلمات الشعر ذات المعنى والمغنى والمغنم الفريد ، تتنامى وهلة تلو الأخرى وأخرى تلو التي تليها ، حتى أصبحوا كشروق شعاع الشمس المُشع المضي المنير، فالشمس يبقى قرصها كما هو بيّن واضح لعيون المبصرين ، ولاتغطى بغربال .

فالشعر موهبة يلد في فطرة ذات الإنسان منذُ نعومة أظافرة ، تصقله وتنمية بالقراءة والإطلاع على مرجعية عمالقة الشعر العربي فهم كُثر لايتسع على عُجالة في هذا المقام ذكرهم ، لكن المبدعين في الخوض بعمق بحوره ،يبقون هم شاهدون على عصرنا الحالي.

صحيفة “الراية” دائماً ماتحاول أن تختار لكم ماهو شيق لمتابعيها فاليوم تختار لكم شخصية مشهورة جداً بالمملكة والخليج سَطر بلسانه الشعر الملفت والجذاب والطيف أحبه متابعية بكل فئاتهم .

شخصية هذا اليوم هو الملقب بـ ”عازف العود” حيث نقلنا لكم لقاء صحفي خاص من داخل ملتقى المبدعين الذي يشمل المثقفين والإعلاميين والشعراء ورجال الأعمال وأجرينا معه هذا الحوار :

– في البداية البطاقة التعريفية

نايف العراك _ أبو نور

المؤهل العلمي : دبلوم محاسبة
ميولي للأدب والفنون وتخصصت في الشعر العامي الشعبي.

بدايتي فيه بالإطلاع مبكر جداً مع اطلاعات واهتمامات والدي في القراءة وكتاباته الشعرية الخاصة والنادرة جدا.

بدأت في كتابة الشعر في عمر تقريبا 16سنة وكانت محاولات يستحسن بعضها ولاشك تحتاج في وقتها إلى توجيه وتعديل اهتميت فيما بعد بالكتابة بأنواعها ونشرت في بعض الصحف والمجلات الكويتية بمختلف المراحل ومنها جريدة السياسة ، والوطن ، والرسالة، والرأي ومجلة الغدير .

في عموم الحال مع الشعر شخصياً طبعي مزاجي فمن فترة لفترة أكتب وأترك وأعود للكتابة وهكذا وكنت اهتم أن أتذوق الشعر وأكتب عنه أكثر من كون أني أكتبه في السنين المتاخرة أكتب لنفسي ولا أسعى للنشر مع وجودي ودخولي لعالم التواصل كانت المساحة أكبر حرية وأكثر سهولة وأسرع وصول وتنوعت مشاركاتي في الكتابة بين السياسية والأدبية ومنها طبعا الشعر .

لم أعرف بنفسي في يوم أنني شاعر لكنني كنت ولازلت أمارس كتابته واستهوي اطلاعاته وفي ملتقى المبدعين أُتيحت لي أول وأجمل فرصة أن أقدم مالدي من قصايد في أمسية اسعدني وافرحني تفاعل المتلقين واشادتهم واعتبرها هي انطلاقتي وتعريفي في عالم الشعر.

السؤال الأول / للأستاذ مرضي البردي ويقول لضيفنا ماهو الأسلوب الذي تعتمد عليه في كتابة الشعر؟

ج / بالنسبة للأسلوب الذي اعتمده بالكتابة الحقيقة بأنها محاولات كل ماكتبته فأنني أكتب بلغة مختلفة وأتجراء على المفردات وتركيب وصياغة البيت وأحاول ابتكر شكل أو صورة للوصف ولا أتطرق بصورة مباشرة واحرك إحساس الشيء وأدخل في الجو مباشرة دون جرأة على اختلافات بتركيب القصيد وهي محاولة لخلق لغة شعرية مختلفة.

السؤال الثاني/ هل تبحث في كتابتك للقصيدة عن رضى المتلقي؟

ج / كل الإحترام والتقدير لكل متلقين ولجميع الأساتذة النقاد والقراء بصفة عامة واحتراماً للمتلقي ولذائقه الشعر يجب على الشاعر أن لاينظر ولا ينتظر في أثناء كتابته للقصيدة عن رضى المتلقي لأنها لن تكون فالقصيدة والإحساس للشاعر ويجب أن يكتب لذاته والقصيدة تعبر مابداخله ومن ثم بعد ماتنطلق القصيدة وهنا يسعدني أن يتلقاها المتلقي بالنقد وأنا اعتبره كشف لجماليات العمل الأدبي والفني وهو توجية بنفس الوقت.

السؤال الثالث / حدثنا عن علاقتك مع الشاعر الكبير فهد عافت؟

ج / أما بما يخص علاقاتي مع الشاعر الكبير فهد عافت هي من بديات الشاعر فهد عافت في الثمانينات بدء يتحول فهد عافت من الشعر الفصيح إلى الشعر العام وهنا بدأت علاقتي الشعري والأدبية مع فهد عافت وفي متابعته وأنا اكتب بمشاركات في بعض الصحف الكويتية من باب مشاركات الرأي وأنا لي علاقة به فهو صديق قريب وهو أخ عزيز عليه وعشنا فترة من الزمن عشنا مع بعض في مدينة الرياض وتعلمت منه وتأثرت به وعموما هو بنسبة لي هو الإبداع وهو تعريف الإبداع والاثراء والتأثير وهنا تكتمل مسئلة الإبداعية والتركيبة الشخصية لي ولفهد لحد ما متشابهه وهو منهجي ومدرسة للشعر لايختلف معه أي شخص أخر وهذه علاقتي مع فهد عافت أدبيًا وشخصيًا.

السؤال الرابع / للأستاذة خاتمة الشهراني وتقول فيه هل يعتبر الشعر لديك هواية وهل لدى العائلة شعار ؟

ج / بالنسبة للشعر أنا شخصيا تربيت بين عائلة شعرية وموجود لدينا فالوالد الله يحفظه ويحفظ غواليكم من المطلعين والمثقفين يكتب الشعر ولكن يكتبه لنفسه لايستهوي أن يهيم بالشعر ولدية مشاركات بالرأي بالشعر بمحيطنا وأيضا جدي رحمه الله له في الشعر وله في الحضور الأدبي والشعر وله في الشعر والأدب وعموم الكتابة هذه البيئة تكونت عندي لكن أنا استهويت الشعر أكثر  من الأدب .

السؤال الخامس / للأستاذ فواز الدهاس في أي أغراض الشعر يجد الشاعر اجزل شعره ؟

ج / أنا أجد نفسي مبدعاً في الشعر الوجداني أرى فيه إبداع وأكثر تمكن.

السؤال السادس/ للدكتور نايف القحطاني هل تعتبر الشعر موهبة متأصله فيك أم هي مجرد هواية تحبها وأيهم أسهل بالنسبة للشاعر بداية كتابته لاْول أبيات القصيدة أم نهاية القصيدة بكتابة آخر أبياتها؟

ج / الموهبة جزء رئيسي في تكوين العمل الأدبي والشعري وأعتبر نفسي متذوق وكاتب للشعر أكثر لكوني شاعر طبعًا الموهبه لابد أنها تسقل ولو جزء بسيط بتكوين الشاعر أو الفنان ولابد أنها تسقل ولابد أن لها إطلاعات متخصصة بالجانب الذي يتخصص فيه وإطلاعات عامة حتى يتكون عنده ثقافة ومخزون ثقافي ولغوي يساعد على الإبداع وبالنسبة لكتابة القصيدة أنا لا أكتب القصيدة بشكل تقرير هي تكتبني وأنا أنقلها للكتابة متى ماتوافقت الحالة المزاجية النفسية والذهنية وأيضا المخزون اللغوي لابد أن يكون متواجد عند الشخص أو يكتب الشعر لكي يستطيع أن يركب القصيدة فأنا اكتب البيتين ولا أقرر أنه لازم تكتمل القصيدة إلا ما يتوافق النفسي والمزاجي حينها أقرر أنني أكتب القصيدة أو اكملها فلا أجد هناك صعوبة أو سهوله فهي تلقائيتها وأنا أبعد عن التقريرية إلا عند المناسبات لما أكتب عن قصيدة مدح أو في قصيدة وطنية أو أي من المناسبات التي هي مؤطرة لمواضيع المتوافقة مع المناسبات.

السؤال السابع / للأستاذ فايز العرابي لماذا لم تستخدم الخيال الواسع في صياغتك لقصائدك الشعرية ؟

ج / بالنسبة لشعر الخيال فلابد أن يكون خيال في الشعر ولكن نهجي بتحريك الصورة بأكثر من زاوية بحيث المتلقى يقرأها بصورة تلامس إحساسه وأنا احرك إحساسة وأدخل في إحساس شيء بتحريك يترائ لكل المطلعين كلا بزاويته وأيضا لابد أن يكون فيه خيال وهو جزء من الخيال وإن كان محدود الأفق حتى يأخذ منطقيته ويأخذ ملامسته المتوافقة مع إحساس المتلقي.

السؤال الثامن /  للأستاذ مطرف القحطاني الحكم الدولي  هل الشعر ممارسة أو وراثة أو موهبة أم حسب الموقف تهيض القريحة لديك

ج / الشعر لابد أن يكون موهبة لأنه ليس مهنة فهو عمل شعوري فكري لابد من الموهبه.

السؤال التاسع / العميد ركن عبدالله القحطاني متى كانت بداياتك وهل تكتب بإسمك أم بإسم مستعار ومتى بدأت الكتابة بشكل فعلي والمشاركات على أرض الواقع وهل كانت لديك مشاركات في الكتابة بالصحف ، وماهي الكتابات والمعوقات أو العقبات التي تواجه الشاعر في بداياته وخلال مسيرته وهل هناك قصائد ندمت على كتابتها ام لا؟

ج / الحقيقة بدأت الكتابة في عام 1986 وكنا نكتب في مشاركات قراء في جريدة السياسة الكويتية وكان مباشرنا والمهتم فينا نائب رئيس التحرير الأستاذ سليمان آل جار الله وكنا نكتب كتابات متنوعة بالشعر ومن فترات متقطعه اكتب لنفسي ولا كنت انشرها إلا قليل وفي عام 92-93-94-95 شاركت في كتاباتي بالنشر في أكثر من جريدة كويتية منها جريدة الرسالة ومجلة الغدير وهي أول مجلة شعبية شعرية وكتبت فيها ملفات شعرية وأنا أذكر في أول بداياتي اعطيت معنوية ودافع كبير بالنسبة لكي استمر وكنت اكتب ببداية الشباب بإسم مستعار (عازف العود) وتفاجأت أنه اختارو من كتاباتي من الشعر قصيدة حر لي في برنامج إذاعي وكانت المعدة للبرنامج الأستاذة : نادية صقر واعطاني دفعه معنوية وفرحت كثيرا بهذا ومن بعد هذا لفترات وبسبب التنقل والظروف المعيشية لم أدخل لعالم الصحف والإعلام كمهنة وكنت أحاول أبحث عن مدخول ما أعطيت في وقتها خصوصا مجلة الغدير أعطيت من قبلهم ولكن كنت أحتاج لأكثر دخل لكي أتوافق مع الظروف المعيشية ودخولي مع عالم التواصل الإجتماعي صرت أكتب بشكل يومي للشعر واطلعاتي كانت دائما على الشعر وكان لدي بالكويت شبه صالون أدبي وبالنسبة للمعوقات الشاعر طبعا نحن في بيئة شعر والشاعر مايأخذ أي معوقات يأخذ مميزات يعني لما اخذ بما يخص بالمسأله الإجتماعية لما تقدمني شاعر غير ماتقدمني فنان تشكيلي لأن بيئتنا تختلف عن الفنون هذه وأي فنون اخرى ولما تأتي وتقول أن هذا الشاعر يؤخذ محمل الإهتمام من المجتمع والمحيط ولا يعيق الشاعر إلا نفسه إذا لم يطلع أو أن كان يعتقد أنه كتب أجمل مالدية أو أن ماكتبه أجمل مايوجد هذا يعيق نفسه والقصيد للشاعر هو ماتحفظه الألسن وتطرب له الأذن.

وأما بخصوص القصائد التي كتبتها ولله الحمد لم أندم على أي قصيدة كتبتها لأن القصيد اختلاجات شعور ونتاج فكري وأدبي والشعر لحظة الصدق والصدق لحظة تكون لشاعر عند كتابته للشعر ومن الخطأ أن يندم الشاعر بكتابته لقصيدة هذه لحظة الصدق وإن ندم عليها فإنه يندم أنه في يوم من الأيام كان صادق .

السؤال العاشر / للأستاذ يحي الشبرقي بين كل فترة وفترة آخرى نسمع عن شاعر سقو هذا شاعر من البحر العميق بما يوحي يعني الجن وهذا الشاعر ملهمته من الجن وليس هو الذي يقول وهذا السؤال لا اطرحه الا على متمرس وأنا أرى فيك الخبرة والدرايه والتمرس إلى أي حد تؤمن بهذه المقوله وهل فعلاً لو بحثنا عن الواقع سنجد شعراء بهذا الشكل أن شاعرته أو ملهمته من العالم الآخر؟

ج / أشكرك على هذا الاطراء والسؤال وأما بالنسبة إلى سؤالك عن الجن هو منقول لنا هذا الكلام من مئات السنين من وجود الشعر وأنا رأي الشخصي غير موجود والحقيقة أنه ينفي إنسانية هذا الشاعر وهي لاتحسب له وتحسب عليه وأنا ما أومن فيه لأن هذه مسألة خلق وهذا مسألة خلق آخر والشعر إحساس وفكر وتأثر إنسان وأنا شخصيا لا أومن بها ولا أعتقد بها وانفيها نفيا تاما والشاعر له تركيبته النفسية وله حاسيته الخاصة التي تجعله يخرج عن الإطار المؤلوف المعلوم في الحالة البشرية في تعاطيها بالأمور وتفاعلها مع المحيط الثقافي أو الفكري أو العلاقة الاجتماعية وتركيبة الشاعر تركيبة متمردة ومخاصمة داخليا تبحث عن شيء وحساسيتها خاصة جدا ولها شفرتها الخاصة أما مسالة الجن والاستعانه به مع احترامي لكل المتقول بالتاريخ والأدب العربي ومن يقر فيه عليه أن يعيد الاطلاع مره آخرى فهو سبه للشعر والأدب العربي .

السؤال الحادي عشر / للأستاذ نايف العراك هل تكتب الشعر العربي الفصيح إلى جانب الشعر النبطي وكم ديوان صدر لك حتى الآن ؟

ج / للأسف أنا لا أدون أغلبها بالذاكره ولا يوجد لدي ديوان لأني ضد مسمى الديوان وهذا يعود لسبب لو وضع ديوان وسجله معناها أقفل شاعريته وانتهت وعندنا أمثله كثيرة أصدرت لهم ديوان انتهت شاعريتهم وقالو هذا عطائنا أن أعتقد أن ديوان الشاعر ماتناقلته الألسن وحفظته القلوب واطربت له الأذان أما الشعر الفصيح أنا ضعيف لغويًا بالكتابة ولكن اتذوقه.

السؤال الثاني عشر / للأستاذة فاطة العسيري هل تجود قريحتك الشعرية في حالة الحزن أم في حاله بالفرح؟

ج / الحزن والسعادة شعور يختزن بداخل كل إنسان ويحاول يظهرة بالشكل الأدبي والفني وأنا أجد نفسي عندما أسافر أجد الحاله الشعرية.

كلمة ختامية للشاعر :

 أشكر صحيفة “الراية” كما أشكر الجميع على هذا اللقاء الذي جمعنا بكم عبر هذا الملتقى ومؤسسينه وجمعنا بكم نخبه من نخب المجتمع الطيب الراقي الواعي والأديب والنموذجي في رقية وحظوره وأنا ممتن للجميع بعد الله وكل كلمة منكم اعتبرها وسام على صدري .