تأثير العقوبات الأمريكية على الإقتصاد الإيراني ؟!



مع بدء سريان الحظر الذي فرضته الإدارة الأمريكية على النفط الإيراني ورغم التهديدات الايرانية بأنها سوف تواصل تصدير النفط وأنها سوف تقوم باغلاق مضيق هرمز والمندب وإلغاء الاتفاق النووي ، إلا أن أنها لن تجرؤ على تنفيذ أي من تهديداتها . ولكن ما هي الخيارات المتاحة أمام ايران للحد من تأثير هذه العقوبات على الإقتصاد الايراني ؟! . الشعب الايراني طوال تاريخه المعاصر وهو يعيش تحت خط الفقر . بدءاً من أسرة أل بهلوي (الشاه) التي كانت تسيطر على 95% من الاقتصاد الايراني , علما بأن العامل الاقتصادي كان السبب الرئيسي في سقوط (عرش الطاووس) . على الرغم من إزدهار الثقافة والفنون والموسيقا العالمية وتحرير المرأة ، فالبسط وهز الوسط لا يسد رمق البطون الخاوية (رغيف الخبز) , واستمر الحال في عهد نظام الملالي حيث تم تسخير ثروات البلد في تصدير الثورة والمذهبية والطائفية وإشعال الحروب والفتن . ايران سوف تلجا الى تهريب النفط الى دور الجوار بالشاحنات وبيعه بأسعار تفضيلية , وسوف يساعدها في ذلك مساحة أراضيها الشاسعة والعدد الكبير من الدول التي تحيط بها مما يصعب من مهمة مراقبتها. ومن أجل التغلب على النظام المالي العالمي الذي تتحكم به أمريكا من خلال الدولار (المدفوعات) سوف يتم ذلك مقابل المقايضة بالسلع أو العملات المحلية أو الذهب والمعادن النفيسة . وايضا سوف تكون العراق بمثابة الرئة التي سوف يتنفس منها الاقتصاد الايراني . وبالفعل أعلنت أمريكا عن اعفاء العراق من هذه العقوبات بل والتعامل مع الحرس الثوري والمصنف ارهابيا حسب اللائحة الأمريكية ؟!! ايضا سوف تلجأ ايران الى التعامل مع العديد من الدول المنبوذة أمريكيا مثل كوريا الشمالية وكوبا وفنزويلا (الأسواق الرمادية) ،؟ايضا سوف تنشط ايران في تهريب المخدرات (العملات الصعبة) وهي من الدول االقليلة التي سمح لها بزراعة نبات الخشخاش من أجل الأغراض الطبية (غسيل الأموال) . اضافة الى تنشيط الصادرات غير النفطية التي تشتهر بها ايران مثل المكسرات والزعفران والسجاد العجمي ، ايضا سوف تنشط خلاياها الإرهابية في العالم , وسوف تشهد الأيام القدمة عمليات نوعية ضد القوات الأمريكية في افغانستان من قبل طالبان ، والحشد الشعبي (الإرهابي) في العراق والمرتبط بالحرس الثوري (عض الأصابع) !! وايضا هناك مصدر مهم للأموال يتدفق على ايران ألا وهو (أموال الخمس ) القادمة من دول الخليج والتي تذهب الى المرجعيات الدينية وكلها تصب في النهاية في الإقتصاد الايراني , وهذا المصدر يجب أن تعمل دول الخليج على ايقافه (التحويلات) . طبعا هذه التدابير سوف يبقى تأثيرها محدودا ولا يكفي للتغلب على العقوبات الاقتصادية . وفي المقابل سوف تكون له تداعيات اجتماعية وسياسية تؤثر بشكل كبير على الإستقرار والسلم في ايران . ولكن هل سيؤدي ذلك الى تخلي ايران عن أطماعها التوسعية وتدخلاتها في دول الجوار بعد أن انفقت مئات المليارات على مشاريعها التخريبية ؟! اعتقد أن عقلية العصر الحجري التي يفكر فيها نظام الملالي لا تبعث على التفاؤل اطلاقا , ولكن في النهاية تبقى الكلمة الفصل للشعب الإيراني والذي يبدو أنه سوف يقول كلمته في المستقبل المنظور .

✍🏻 بقلم / فوزي محمد الاحمدي