لا نهاية للبداية ..



 

بقلم | بشاير الروقي

بدايةً شغلت فكري تلك الفكرة المرتبطة بجمال البدايات ، ولماذا انعقد في دواخلنا أن جلّ الجمال والرونق كامن في البدايات ؟ حتى أصبحت هذه الفكرة هاجساً يسيطر علي لفترة حتى أنني أصبحت متأملة لكل بداية الأشياء بقدر لا يستهان به .

نكهة طحنة الهيل الأولى ، الرشة الأولى من عطر قديم مرتبط بذكرى لا تزول أبداً ، الرسالة الأولى ، الحديث الأول لتلك المهاتفة المستمرة لبضع ساعات بلا كلل و ملل ، الفرحة بأول حمل و شعور ولادة أول طفل ، أول حب ، أول ابتسامة لطيفة جعلت ذلك الغريب صديق ، أول مساعدة ، أول إنجاز لهواية محببة ، أول وظيفة ، أول شهادة شكر ، أول إهداء ، أول لقاء ، أول مغامرة ، أول تجربة ، أول نجاح ، قد أكتب بدايات كل ما نمر به في حياتنا إن استمريت بالتعداد ولكنه ربما علي أن أجعل كل منكم يأخذ منحاه من هذه الفكرة و يتذكر لحظات كل البدايات التي مر بها ، لطالما نحن نعيش كل فترات الحياة الحلوة والمُرة لماذا كانت البدايات بهذا الاختلاف لماذا حملت في طياتها كل الشغف والحماسة والشعور الذي لا يستهان به أبداً ؟ مهما أخذتنا قوارب النسيان و مهما ألهتنا محطات دنيانا إلا أننا نعود للحظة حنين لتلك البدايات و لشعور البداية والشعور الأول من كل شيء ، هل نحن من جعل هذا المبدأ متأصل فينا أن جعلنا البدايات تحمل طابع التميز والاختلاف في كل ما نمر به كفعل قانون الجذب ، أم أنها حقاً مختلفة اختلافاً متفرداً يجعلنا في قمة هذياننا بها ، وعدم تجاهل أي شيء كان هو البداية ؟

قد ننسى أو نتناسى أو بالمعنى الأعمق سأجعلها ننسى غالب التفاصيل إلا البدايات أكاد أجزم باستحالة ذلك حيث أن البداية هي الفكرة والكلمة الأولى التي بدأت بها والبداية هي ما أنهي به أسطري تلك لأجعل من هذه الفكرة فرصةً لذاكرتك أن تسترجع شعور ما بداخلك من البدايات .