بطاقة دعوة VIP ..



بقلم | عبير الحارثي

الإنسان بطبعه يطلب حياةً سعيدة، وما أن تروق له حتى ينشغل بها وينسى واجباته الدينية أو يقصر فيها، ولكن ما أن يمسَّه ضُرٌّ يعود سريعًا إلى ربه، لعلمه ويقينه أن لا كاشف لضُرِّه إلا هو جلَّ شأنه، فيتضرع إليه ويستغفره ويدعوه لعلَّ ما أصابه أن يزول. فهل نحن محتاجون لأي هم أو غم أو ابتلاء حتى نعود إليه منكسرين؟!

إنَّ باب الله دائمًا مفتوح، وهو السَّميع لكل من ناداه، دون أن يتذمَّر من كثرة الشكوى، بل جعل الدعاء والإلحاح فيه عبادة! فلِمَ لا نستعين على تحقيق أمنياتنا بالدعاء؟! فالله أكرم مما نتوقع ويعطي ويرزقك من حيث لا نحتسب، ويفرح بتوبة عبده، وقد جعل موعدًا مختلفًا عن كل المواعيد التي نفرح بها، وهو أكرم لقاء حينما ينزل في الثلث الأخير من الليل، نزولاً يليق بجلاله إلى السماء الدُّنيا فيقول: (هل مِنْ داعٍ فأستجيب له؟! هل من مُستغفرٍ فأغفر له؟!) يا الله ما أكرمك! دعوة خاصة لمن يجتهد ويثابر ويصلِّي ولو ركعة أو يستغفر أو يدعو بيقين كيقين سيدنا موسى بالبحر، ويقين سيدنا يونس في بطن الحوت، دعوةٌ ترفعها أيًّا كان حالك، يقبلها ويستجيب لك، بل ويفرح مع أنه -جلَّ شأنه- ليس في حاجة إليه، ولكنه كريم عظيم العطايا، فأقبِل عليه فو الله لن يردَّ يديك صفرًا، واطلب منه العون يُلهمك الدُّعاء والإلحاح والوقوف على بابه حتى تأخذ أكثر مما تمنيت وطلبت.