كن كالرقم (١)



كسائر الأيام ، واثناء متابعتي لهاتفي في الظلام، قبل أن أغرق في النوم والأحلام، رأيت صورةً في هاتفي محتويةً على أرقام، وكان الرقم (١) هو الأبرز.

وكانت الصورة معبرة، وبجانبها كُتب بطريقة مصغرة، كن كالرقم (١) مهما ضربته بعددٍ يعطيك نفس العدد، والمقصود أن تنزل كل شخصٍ منزلته كائناً من كان، دون مجاملة أو عقد آمال أو تميُّز، دون ظلمٍ أو فهم خاطئٍ أو تحيُّز، معرفة قيمتك عند الآخرين ليست شيئاً صعباً، فردود الفعل ، والتصرفات وطول العشرة والصحبة،تظهر لك السيئين وتريك النخبة ، وهنا تظهر بوادر شخصيتك في رد فعلك ،وتعاملك مع من هم مثلك ،أو بشكل مغاير مع من لا تتوافق معهم، وهنا أرى غالباً أن قانون نيوتن للقوى يمكن أن يدرج ضمن التصرفات البشرية وليس قانوناً فيزيائيا فحسب (لكل فعلٍ رد فعلٍ مساوٍ له في المقدار معاكس له في الإتجاه ) وقد سنه الله في كتابه الكريم فقال( ” وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ ) ولكنه أيضاً قال ( فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ “)

ونهى كذلك عن سوء الظن.

أعود للرقم (١) وأحييه على قيمته المحايدة ، دون مفاخرة أو مزايدة، فقد أعطانا درساً في وضع القيم ، وكأنه يمثل قيمة الطيب والكرم ،وينتظر رداً من أهل الوفاء والذمم، ولكأنه يقول ما قال الشاعر أبو الطيب المتنبي :

وَما قَتَلَ الأَحرارَ كَالعَفوِ عَنهُمُ
وَمَن لَكَ بِالحُرِّ الَّذي يَحفَظُ اليَدا

إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ
وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا

وكفى !!!!!!!! .