كانون البدايات ..



بقلم | بشاير الروقي 

أجف الحبر ؟ أم أُرهِق القلم ؟ أأستُنزفت القريحة ؟ أم خُذل الشعور ؟ أيعود الغائبون ؟ أم تخيب الظنون ؟

لطالما بقيت في تلك الفترة التي ربما أقول عنها و أصفها بالطويلة أتساءل عن عدم مقدرتي على الكتابة رغم رغبتي القوية لذلك ولكن قلمي يأبى و تعجز قريحتي ، عام مر بأكمله وربما عام و زيادة يقف قلمي راغباً وحائراً و عاجزاً بالمعنى الأصح أكتب الحزن والمسرات ، الفقد والاحتياج ، الشوق والحب ، ربما الأحلام والأمنيات .

عندما تكون النظرة حلم ، وحلم المنام أمنية الواقع المستحيلة ، عندما تكون معرفة الحال شغف محال التحقيق ، والرغبة في سماع الصوت جريمة ، التعبير عن المشاعر والشعور أمر موجب للعقوبة .

بالرغم من كل الحب المكنون ذاك ، والشوق المهلك ، والهذيان المرافق لأحلام المنام إلا أنه في الواقع لم يعد كما كان ، فالوصول لم يعد سهلاً أصبحت كل الأمور في غاية التعقيد والصعوبة لا حول ولا قوة ولا حيلة .

ولكن تلك العاطفة قد تكون أقوى تكون سنداً في الضعف ورفيقةً في الوحدة و ملهمة ً للكتابة ، ملهماً لا طالما كان قريباً رغم كل هذا البعد روح في جسد شريان ووريد قريب ولكنه بعيد .

قريب جداً حتى أصبح كل ما سبق طرحه وسبقت استحالته ممكناً واقعاً ، لم يعد الحلم حلماً ولا الأمنية مجرد أمنية بل حقيقة واقعة و تلك المستحيلات أصبحت مسلمات والصعاب المعقدة صارت أسهل وأجمل في كانون الأول أيجف الحبر ؟! أم يُرهق القلم وتُستنزف القريحة ؟! أم أن كانون .. هو كانون البدايات ؟