“العيدية” يقدّمها الكبار لترسم بشائر الأنس والفرح في قلوب الصغار



يحلّ عيد الفطر المبارك ببشائر الأنس والفرح لما يجلبه من سعادة كبيرة لنفوس الكبار والصغار أثناء الاستعدادات وشراء المستلزمات للاحتفال بالعيد, وتبقى “العيدية” لها رمزية خاصة عند الأطفال، يترقبونها صبيحة أول أيام العيد, لتضفي على بهجة العيد أجواء من المرح والسرور.

وتعدّ “العيدية” تقليداً مألوفاً, يقدّم فيه الكبار سواءً الآباء أو الأمهات أو الأقارب، الهدايا للصغار عند تهنئتهم بعيد الفطر السعيد, واتخذت “العيدية” اليوم مجالاً واسعاً في تنوّع أساليب تقديمها, وابتُكرت طرق وأشكال عديدة لتقديم العيدية, وأبدع المختصون في ابتكار هدايا العيد التي تقدّم للكبار والصغار، تنوّعت بين علب كرتونية أو صناديق أو أكياس توضع فيها محتويات “العيدية” من نقود أو ذهب أو حلوى وألعاب وزهور، ويقدمها الكبار لتنشر الفرح في قلوب الصغار، وتألفها أنفسهم لما تحمله من مشاعر الألفة والفرح ابتهاجاً بالعيد.

“واس” رصدت مشاهد تجهيز وتقديم “العيدية” أول أيام العيد حيث تعدّ إحدى مظاهر العيد، ويقول المواطن علي الأحمدي أن الهدية ترتبط بالفرح سواءً في العيد أو في أي مناسبة أخرى, ولكنها أصبحت جزءاً من مظاهر العيد في كل بيت, ويتم تجهيز العيدية بحسب إمكانات الأسرة ولا يقتصر تقديمها على الأطفال فقط، ولكن للوالدين والزوجات ينالهم نصيب وافر من “العيدية” وتمثّل تعبيراً للتقدير والودّ والمحبة، وتزرع الحبّ والصفاء في نفوس الصغار بقدوم عيد الفطر المبارك.

من جانبه، يقول رضوان طه الذي يعمل بائعاً في محل للهدايا أن عيد الفطر يشهد إقبالاً كبيراً على شراء الهدايا المخصصة لتوزيعات العيد، لاسيما من السيدات، مبيناً أن المحل يبدأ بتجهيز كميات كبيرة من العيديات المخصّصة للصغار بعدة أشكال، وتكون على شكل أكياس من القماش برسومات كرتونية منوّعة توضع فيها أصناف الهدايا بحسب طلب الزبون، ومنها على هيئة بطاقة تحوي قالب شوكولاته، وجزءًا مخصصاً لوضع النقود الورقية، إضافة إلى تجهيز هدايا للكبار تكون على هيئة صناديق خشبية أو معدنية أو كرتونية، توضع فيها الهدية ويتم تغليفها بالورق والورود بشكل جمالي.

ويرى المواطن شاكر المطيري أن المواقع الإلكترونية والتطبيقات المتخصصة منحت مجالاً أوسع للإبداع في صنع وتقديم هدايا العيد, وأتاحت للمشترين الاطلاع على أنواع عديدة من أشكال توزيعات العيد التي تبدع السيدات غالباً في ابتكارها, مضيفاً أنه يجري اختيار مكوّنات الهدايا من عدة تصنيفات تشمل الحلويات ومشتقاتها والبالونات والألعاب وطريقة تغليفها وموعد توصيلها للمشتري.

ويرى العم أبو محمد أن التفاعل مع فرحة العيد يختلف من جيل لآخر ولكن بهجة العيد تظل واحدة في جوهرها ترسم البهجة في في كل بيت, مضيفاً أن مظاهر العيد في المجتمع المديني والتي عاشها في صغره كانت تبدأ باجتماع المهنئين عند كبير الأسرة لشرب القهوة وتناول طعام الإفطار في أول أيام العيد, وتقديم الحلويات المعدّة في أواني الطعام للأقارب والجيران ومعايدتهم, واصطحاب الصغار للتنزّه واللعب في الحدائق وفي الساحات داخل الأحياء, فكانت تشكّل بالنسبة لنا عيدية لها طابع خاص في نفوسنا.