هل يطيح الروبل الروسي بالدولار الأمريكي ؟!



 

بقلم | فوزي الأحمدي

في عام 1973م تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من اعتماد الدولار كعملة وحيدة لتسعير وشراء النفط (أوبك) طبعا أدى هذا الاتفاق إلى تربع الدولار على عرش العملات العالمية بدون منافس وما زال وأيضا في التجارة العالمية والمنظمات الدولية , وكان من نتائج ذلك أن أمريكا بدأت تطبع الدولار على المكشوف بدون غطاء ذهبي ولا يكلف ذلك أمريكا إلا قيمة طباعته وبالتالي أمريكا حاليا تقوم بتأمين كل احتاجاتها من العالم بدون أي مقابل يعني مجانا , وهذا بدوره يعد أكبر سرقة في التاريخ تقوم بها دولة (بلطجة)  ناهيك عن قيامها بسرقة أموال الدول الأخرى جهارا نهارا لقد قامت بسرقة الاحتياطي العراقي من الذهب من البنك المركزي عند قيامها بغزو العراق عام 2003م بعد أن دمرت كل المعالم الحضارية والمرافق والخدمات (البنية التحتية) ولم يسلم من ذلك إلا وزارة النفط .

وقبل أسابيع أعلن الرئيس الأمريكي بايدن مصادرة أموال البنك المركزي الأفغاني والتي تقدر بالمليارات وفي حرب أوكرانيا وضعت أمريكا والغرب أيديهما على الاحتياطي الروسي من الذهب والعملات الصعبة الروسية في البنوك (نصف الاحتياطي الروسي) ، ولم يسلم من ذلك المئات من رجال الأعمال الروس , وبما يزيد عن تريليون دولار ؟! . طبعا المئات من أطنان الذهب الروسي تم سرقتها من السودان حقا نحن نتعامل مع عالم من اللصوص يدعون الحضارة والرقي (الديموقراطية) ؟! جاء الرد الروسي سريعا حيث أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرار ينص على بيع الغاز والنفط بالعملة المحلية (الروبل) للدول المعادية والتي وضعت يدها على الأموال الروسية واستثنى من ذلك الدول الصديقة ؟!  قرار الرئيس الروسي كان مفاجئا للصوص العالم وبالذات أمريكا والذي أدى بدوره إلى ارتفاع قيمة الروبل بنسبة 12%  هذا القرار يعني أن روسيا سوف تقوم بطباعة الروبل بدون غطاء ذهبي حتى يتم تلبية الطلب المتزايد عليه من قبل الدول الأوروبية التي تشتري النفط والغاز منها مقابل الدولار واليورو , وبالتالي هذا بدورة سوف يوجه ضربة قوية للدولار الأمريكي , وأيضا سوف يساعد روسيا على تأمين احتياجاتها من العالم مجانا (الروبل) على الطريقة الأمريكية (الدولار) .

وأيضا سوف تستعيد روسيا من خلال هذا القرار الاحتياطي الذي قام الغرب بسلبه . أمريكا لم تقف مكتوفة الأيدي وكما غزت العراق عندما اعتمد اليورو بدلا من الدولار (النفط مقابل الغذاء) , وقامت بتسميم الرئيس الفنزويلي السابق شافيز لهذا السبب وتفرض عليها عقوبات اقتصادية وسياسية وأيضا على إيران .

لقد صرح رئيس المجلس الأوروبي بأن اوروبا تعمل على الحد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي والولايات المتحدة الأمريكية تتعهد بزيادة الغاز المسال لدول الاتحاد الأوروبي , المانيا بدورها تتعهد بالتوقف عن استيراد الفحم من روسيا في الخريف طبعا لا يمكن الاستغناء عن روسيا كمصدر رئيسي للطاقة بين عشية وضحاها ويحتاج الأمر ما بين (7 ـ 9) سنوات كما صرح بذلك وزير الخارجية القطري أمريكا لا تستطيع تلبية جميع احتياجات أوروبا من الطاقة وكذلك الدول الأخرى (أوبك) , والتي بدورها لا تريد أن تكون طرفا في النزاع الحاصل بين الشرق والغرب , وأيضا الغاز والنفط الأمريكي أقل جودة وبحاجة إلى معالجة وأكثر تكلفة ولا توجد بنية تحتية للتخزين والتكرير الغاز والنفط الروسي أقل تكلفة بكثير خاصة في دول نجد السنت فيها مقدم على الدولار ؟! . ألولايات المتحدة الأمريكية سوف تستفيد اقتصاديا من خلال فتح أسواق جديدة للنفط والغاز الأمريكي , وأوروبا سوف تبدأ بالبحث عن مصادر بديلة (الطاقة النظيفة) والروبل الروسي لن يحل مكان الدولار الأمريكي ولكنه سوف يحد من نفوذه قي المستقبل خاصة إذا دخل اليوان الصيني على خط الأزمة يبقى الملاذ الآمن باللجوء إلى المعدن النبيل (الذهب) والفضة كوسيلة للتبادل التجاري بعيدا عن العملات المضروبة كالدولار والروبل وغيرها .