أطفال ولكن ..



بقلم | جلعود بن دخيّل

عندما ترى طفلاً يأخذ لعبة طفلاً اخر فلا تستغرب ذلك منه ولا تغضب عليه فإنك في حقيقة الأمر تمارس نفس الاسلوب ولكن بطريقة الكبار.

قد يكون الطفل يرى هذا الشيء لأول مرة ويرغب اكتشافه ومن ثم الحصول عليه ولن تأخذه منه لتعيده لصاحبه الا بعد صراخ وبكاء.

نجيد الدور باسلوب مخالف فنحاول أن نقلد الاخرين ( ولو كانوا مخطئين ) لنكون مثلهم في تصرفاتهم وتحركاتهم وكلامهم ليس لأننا لانعرف شيء مثل الطفل بل لأننا نرغب ان نكتسب ما اكتسبوه ونعرف يقيناً ان ذلك ينقصنا وبتوفر هذه الاساليب سيكون لنا في مجتمعنا مكانة مثلهم. وأحيانا نمارس الحيل عليهم لنأخذ شيئاً مما يملكونه ثم تحدث قصص ومآسي لاعادة ماسلبناه منهم بالسرقة و بزيف المشاعر والأخلاق.

وننسى بأننا اذا وجدنا في زحام هذا التنافس شخص على طبيعته وعلى سجيته وبعيداً عن تقليد الآخرين نتمسك به أكثر.

ليس لأنه من زمن الطيبين كما يقولون بل لأنه أيضاً نظيف القلب واللسان ولم يتلوث بتقليد تصرفات البائسين.