وجهة نظر ..



 

 

الإعلامي والمستشار النفسي والكاتب | عادل النايف

الاختلاف سنة كونية ، كذلك الاختلاف في وجهات النظر يعتبر ثقافة ، ولكن علينا أن نعلم و نعي أن هناك أمور و قواعد ثابته لا تتغير ، كالدين ، و الأمانة ، و الحياء ، و الصدق ، وغيرها من الأساسيات التي أمر بها ديننا الكريم.

ماهي المشكلة التي تواجه كثيرًا من الناس عندما يتحاورون ؟
المشكلة هي إن لم تكن معي فأنت ضدي ، ياعزيزي ماكان لي أن أكون معك أو ضدك ، سوف أكون مع الحقيقة و الحقيقة تقول كن صادقًا و على خُلق عظيم .

على الجميع أن يدرك أن وجهة النظر تُطرح و لا تفرض ، ومن يفرض و جهة نظره و يرفض وجهة نظرك ولو كنت على حق ولا يلتزم بآداب الحوار ، فينطبق عليه فن التجاهل .

وقد قال الأديب الراحل الأستاذ / أحمد لطفي “الاختلاف بالرأي لايفسد للود قضية” وهذا تأكيد على أن الاختلاف في الآراء و و جهات النظر هي من الظواهر الصحية لدى الشعوب المتحضرة ، ولكن ما نشاهده الآن هو عكس ذلك تمامًا ..

وقال الشافعي :
“ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة”  وقال غاندي : الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء و إلا لكنت أنا و زوجتي من ألد الأعداء .

عندما تحاور كي تتعلم و تجادل كي تفهم ، سوف يكون السؤال لديك بكيف و كيف تفتح لك باب من أبواب المعرفة .

والنقد هو نقد الفكرة أو الموضوع و ليس نقد صاحبه  و التقليل من شأنه ، و للنقد آداب و فنون .
عزيزي القارئ عندما يكون بحوزتك ريالًا و الطرف الآخر كذلك ، سوف يكون مع كل واحد منكما ريالًا ، و لكن عندما يكون لديك فكرة و الطرف الآخر فكرة ، سوف يكون لديكما فكرتان .

ماهو الحِوار ؟
الحوار المحاورة و هي المجاوبة و مراجعة المنطق و الكلام في المخاطبة ، يقال يتحاورن أي يتراجعون الكلام.

‏عندما نختلف مع شخص ما في الحوار من المفترض أن نسعد ، لأن الإختلاف كما ذكرنا سنة كونية .
‏و الإختلاف في وجهات النظر أمر وارد ، ولكن أتعرفون ماهي المشكلة ، حينما نختلف مع شخص و يكون النقد ليس للفكرة أو الرسالة أو الأمر ، يكون النقد للشخص نفسه ، هنا نقول قف ..
‏قال تعالى (لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعًا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون) قال تعالى (يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبًا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) خلق الذكر و الانثى أليس إختلاف ؟

من نعم الله علينا أيضًا ، أنه علم آدم الأسماء كلها ، نعم الأسماء كلها .
لولا وجود الأسماء لما عرفنا الأشياء و لم نسميها
بأسمائها .

لهذا كل أمر مقترن بالحوار ، أحيانا لغة الجسد ، تحسب تعبير أو حوار .

أيضًا هناك أمر آخر و كثيرًا ما يتكرر في الاستشارات الأسرية و النفسية ، وغيرها من مشاكل الحياة العابرة ، عندما يكون الأمر أو الموضوع أو المشكلة وقعت بين طرفين ، عليك أن تسمع من الطرفين و قد قيل قد يأتي لك الأول شاكيًا و قد أصيب بعينه و ربما الطرف الآخر قد فقد الاثنتين معًا كذلك الحديث بين الناس .

قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قومًا بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) و هناك من يشهد له بقبح أخلاقه و عدم مصداقيته و سيرته السيئة بين الناس .

الاختلاف أمر جميل ولكن الأمر القبيح عندما نحول الاختلاف إلى أمر شخصي و نقد شخصي جارح .

إحترام وجهات النظر يدل على وعي و ثقافة الشخص الذي تتحاور معه ، أحترم و جهة نظرك و لو لم تكن على صواب و لست مجبرًا أن أتفق معك و لكن الكل منا مجبورًا أن يحترم الآخر .