لم نحن هنا؟



على مر الأيام والسنين ، نكتسب الخبرة من التجارب والمواقف اليومية، ونعيش اللحظات نضيف معلومةً من هنا وأخرى من هناك، مصداقاً لما قال المثل ( أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة) ولذلك ترانا نحن معشر البشر نكتسب يومياً دون أن نشعر الآف الخبرات ونمر بالتجارب يومياً حتى ولم ندرك ذلك، وإذا عدنا بذاكرتنا نحن معشر المسنين نسبياً وأعني بذلك من تعدى سن الرشد( أربعون عاماً ) لوجدنا أننا أرتكبنا الكثير من الأخطاء خلال فترة المراهقة وربما فترة الرجولة المبكرة، ولكم تمنينا العودة لتلك الأيام لتصحيح مسار حياتنا،ولربما أخطأنا التوقعات ،ولكننا لازلنا نفرض اجمل الاحتمالات ، فلا رجوع لما فات، ولعلنا قضينا أجمل الأوقات، دون جدوى أو محاولة انكارٍ للذات، وهنا تكمن المعضلات.

الاختيار والرغبة هي ما ماكان ينير طريقنا- والسعيد من كان القرآن وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم نبراس طريقه- ونستطيع ان نعتبر نبراسهما أيضاً اختياراً ، ولكننا شكلنا مسار حياتنا، سواءً كان ذلك الإختيار خاضعاً للضروف ، أو للمحيط البشري المعروف، أو شيئاً اضطرارياً لا توصفه الحروف.

وفي يومٍ من الأيام، لابد أن ترى النور بعد الظلام ،وتدرك الحقيقة بعيداً عن الأحلام، لتسأل نفسك سؤالًا بعيداً عن الأوهام.
وذلك السؤال ( لمَ نحن هنا؟؟) وقد يكون ( لمَ أنا هنا؟؟) .

والجواب ببساطة أنها مجموعة خياراتٍ من الماضي تمّ اتخاذها وهي تنعكس على ما نعيشه الآن أو خيارات وقتنا الحاضر لنعيش معها مستقبلًا ، لذلك أحسن الإختيار وصاحب الأخيار وأسأل الله المولى الوقاية من النار، فالحق حقاً كما وضح النهار ، وأصدح بالحق ولو قلَّ الأخيار ، فلن يُحاسب على عملك إلا أنت.