رؤية مستقبلية للفلسفة البراجماتية بالتعليم في المملكة العربية السعودية



بقلم نوره عبد العزيز محمد الحربي، باحثة دكتوراة مناهج وطرق تدريس العلوم- جامعة أم القرى.

التعمق في الفلسفات التربوية ومعرفة تطبيقاتها ومبادئها التربوية، تساعد على استيعاب العملية التربوية وفهمها وبالتالي سهولة تعديلها، كما تساعد على تفادي مشكلاتها، وتطوير وتحسين أنظمتها.

وتعد الفلسفة البراجماتية من الفلسفات التي ترى أن العقل لا يبلغ غايته إلا إذا قاد صاحبه إلى العمل الناجح، فكان من أهم مبادئها بأن معرفة الأشياء ومعناها الحقيقي وذلك لا يتم إلا بالتجريب، والطريقة العلمية من أفضل الوسائل والأساليب لمعالجة الأفكار.

وبما أن الفلسفة البراجماتية اهتمت بالنهوض بمستوى البحث والتجريب فكان البحث العلمي والعمل بطرقه ، واحداً من أبرز العناصر التي تعول عليها “رؤية المملكة العربية السعودية 2030” وذلك لزيادة القدرة التنافسية لجامعاتها على المستوى العالمي، وتصنيف على الأقل خمس جامعات سعودية من بين أفضل 200 جامعة في التصنيف العلمي، وأنفقت المملكة العربية السعودية ما يقارب 6 مليار ريال سعودي على البحث العلمي، كما نصت اللائحة الموحدة للبحث العلمي في الجامعات على إنشاء “عمادة البحث العلمي” في كل جامعة سعودية وهدفها تنمية جيل من الباحثين السعوديين وتدريبهم على البحوث الأصيلة ذات المستوى الرفيع.

وقد ظهرت تطبيقاتها بشكل واضح مؤخراً في المناهج السعودية كتدريس مقرر مهارات البحث ومصادر المعلومات للمرحلة الثانوية، فهو مقرر هدفه تنمية روح البحث العلمي لدى المتعلم وإكسابه الرغبة في الازدياد بالعلم النافع، كما زاد تناول ووجود أنشطة التعلم الذاتي في الدروس التي تنمي خبرة المتعلم على البحث والتفكير، بحيث يطلب منه الاطلاع على الشبكة العنكبوتية.

وعلى الرغم من عدم اتفاق الفلسفة البراجماتية مع الفلسفة الإسلامية في بعض الأمور كإخضاع الدين للتجربة يعتبر شك في صحته، والحرية المطلقة للفرد مع عدم وضع ضوابط إلا أنها تواكب عصرنا العلمي الحالي في مواكبة التطورات البحثية والارتقاء بمستوى التعليم السعودي، كما أتوقع مستقبلاً بتناولها بشكل أكبر على صعيد المناهج والأنشطة والأساليب التدريسية، وعلى الأنظمة التعليمية والتربوية بشكل عام.