لكل مجتهد نصيب



في بساتين العلم وينابيع المعرفة ، وعلى أيدي معلمين أفاضل ، كان أحدهم ولازال في أخلاقه قدوة، ومنطوق لسانه ندوة ،وقلما تجد من يضاهيه أو يحذو حذوه ، حاملاً على عاتقه إنارة دروب الحياة بمشاعل العلم ، مضيئاً الأُفق برقيّه وأخلاقه الفاضلة ، يُروي ضمأ عقول غضّة تريد أن تتفتح، يسقيها من مناهل العلم والمعرفة ، كما يربي ويوجه زارعاً الثقة في النفس بعد الثقة بالواحد الأحد، أرتوت عقول التلاميذ الصغار ، كما نمت أجسادهم، وانصقلت المواهب وكبر من كانوا صغاراً، وارتقت الأهداف والطموحات، وأصبح شق طريق المستقبل وخوض غمار الوظيفة أو إكمال الدراسة إلى عهد قريب، يمر بشيءٍ غريب ، وعرفنا ذلك حينما نادى ذلك التلميذ النجيب ،ولكنه لم يجد من يجيب، عندما رفض من الوظيفة رغم أنه المرشح الأفضل، عاد لمعلمه يسأله لقد قلت من جد وجد ومن زرع حصد ، ولكن كلامك لم يسمعه احد، فلم أجد طموحي لأنه سُرق مني، لقد فاز بالوظيفة من لديه علاقات وصداقات، رغم أن الشروط اختبارٌ ومؤهلات، وفي تلك اللحظة اختنق بالعبرات.

حاول المعلم أن يجيبه بعد طول سكات، لأن دموعه انهمرت على الوجنات، لأنه هو بالذات ، يعلم أن هذا الشبل له مستقبل واعد، عفواً؛ أو كان له مستقبل واعد.
ثم قال (حسبنا الله ونعم الوكيل) .

مرت الأيام والسنين، وأصبح الشبل النجيب في وظيفة ممتازة ، فالناجح يفرض نفسه، وقابل معلمه وابتسم ، والتقدير والإحترام على محياه ارتسم، اعتذر المعلم لعدم قدرته على الاجابة قبل عدة سنين ، وأجابه عن السؤال كآخر سؤال موجهٍ من تلميذٍ لمعلمه، فقال يابني، كان البعض يساعد قريبه أو صديقه ويعطيه مالا يستحق سواءً وظيفة أو أي شيءٍ آخر ،ويظلم الشخص الجدير بها بحرمانه منها ، مستغلاً ثقة المسؤولين ومنصبه وسيحاسبه الله على ماقدم، وهو تحت طائلة النظام.

لكم تمنيت يابنيّ أنك تخرجت في عهد الحزم والعزم ، وفي ظل أمير الشباب، الذي قطع دابر الفساد ، وضرب بيدٍ من حديدٍ كل من يستغل منصبه، برشوةٍ أو وساطة .

فأخبره الشبل أنه ثابر وعمل واجتهد وأكمل الدراسات العليا وأنه في أحد إدارات مشاريع المملكة الجبارة حالياً، في مملكة الحزم العظمى وأنه حصل على الوظيفة التي طالما حلم بها عن جدارة وكانت مفاضلة عادلة دون (واسطة) ولقد صدقت يامعلمي (لكل مجتهد نصيب) .